الفصل الأول.

283 16 26
                                    


أتجنبك وأنت أبي
أتجنبك وأنت أخي
أتجنبك وأنت زوجي؛ لأنك خطر
أنت الخطر المُتربص لي دائمًا، عندما أراك تقف في الشارع يهلع قلبي خوفًا من كلماتك المعسولة التي تتحرش بها بي، أخاف من نظراتك التي تتفحصني، من تعنيفك لي، نظراتك التي تُصيب قلبي، أنك - بني آدم - أخطر شيء يُمكن أن يواجهه المرأة؛ لأنك خطر.

______________

نظرت له بـ أعيُن تقطر منها الدموع، ومسحت ماء أنفها بـ طرف أصبعها وتمتمت بكل روحٍ مكسورة بـ أحرُفٍ مهزوزة:
- ليه ينفع الولد يغلط والبنت لأ؟
هو الولد داخل النعيم والبنت داخله الجحيم!
ومسحت دموعها وهي تناظر الطبيب، وتقص عليه ما شوهُ روحها، وتتذكر تلك الأحداث المُهلكه؛ لأركان قلبها.

نهضت من على الفراش وهي تقضب حاجبيها وتقاسيم وجهها تُعبر مدى ألمها خصيصًا عندما رأت حالها، وكيف هي عارية ولا يَستُرها سوى مفرش الفراش، تعالى نحيبها وهي لا تكاد تصدق الليلة التي عاشتها، وأنها من الواقع المُر ولم يكُن كابوسًا بحق!
سترت نفسها ومشت تستند على الحائط بتعبٍ شديد وجسدها المُنهك ! وعيناها تَحكي كمّ الحروب التي تحدث داخلها، هبطت وسمعته بـ أذنيها يُتمتم بسعادة:
- تعرف دي أحلى هدية عيد ميلاد جتلي في حياتي؟

هبطت دموعها أكثر وهي تستمع ألى أجابة رفيقه المليئة بالدنائـة:
- عشان تعرف بس معزتك عندي رغم أني تعبت أوي عما جبتها يا زياد.
غمز له - زياد - هاتفًا بنبرةٍ حماسية:
- عيب عليك، الهدية بتترد وأستنى مني هدية تعليلك مزاجك زي ما عملت معايا كدة يـ شق.
أبتسم له - مُعتصم  - بسمة أمتنان، سريعًا ما أنمحت ما أن سمع صوت صراخها وشهقاتها التي تعالت! فـ نهضوا مُسرعين أليها فوجدوها تجلس بضعفٍ بـ منتصف الدرج ويديها على عيناها تُداري بهم دموع خيبتِها
فـ أردف - زياد - بغلظة جافة وهو يُسرع في الصعود أليها:
- أيه الصريخ دا كله قالباها منـــاحة ليه!

صاحت - نور - ودموعها تسرتسل على وجنتيها:
- أنتم دبحتــــوني!
وتابعت بصراخٍ أعلى وقاسي:
- طـــب ليــه، دبحتونـــي كلكم بـ الشكل دا ليــه!
وتنهار وتصرخ ولا يشعر بها أحد، أخذ منها حقها هي وصارت هي المنبوذة إلى الآن، نبذها الجميع حتى أهلها والحائط الذي لا يميل، وقد كان ذنبها التي أقترفته قولها - لا - على شيء لا تريده

لا أُريد حُبًا يَقتلُني.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن