تَقطّعت سُبلَنا،
وأنت الذي أقسمت أنك لن تفلتني
اليوم فلَتني من سابع سماء
وسقطتُ على سابع أرض، مُتحطمًا، مكسورًا، ميتًا.___________________
تجلس على الفراش وتتابع هاتفها الذي يهتز بـ أصرار بـ أعيُن دامعة، وفي تلك المرة تهاوى عِنادها وفتحت الأتصال لتُجيب:
- ألو يـ عُمر.
سمعته يهتف غاضبًا:
- بقالي ساعة بحاول أتصل بيكِ وأنتِ ولا هنا!
مبترديش عليا ليه يـ سدن!
أجابته بصوتٍ خافت لاحظ في بكائها:
- أصل ماما موافقتش أخرج.
أزدادت وتيرة تنفسه وهتف:
- مال صوتك يـ سدن وعمتي موافقتش ليه!أجابته بنبرةٍ مبحوحة:
- أصلي أتخانقت معاها.
أصرّ على معرفة ما حدث معها وهي لم تمانع بل قصّت عليهِ بكل صدرٍ رحب، حتى ينزاح الثقل من على قلبها، وجدته يهتف بنبرةٍ أستشعرت فيها غضبه المُتزايد:
- طيب يـ سدن أنا هاجي أشوف الحوار دا بنفسي.
شهقت وهي تتوقع حدوث مُشكلة:
- لأ يـ عُمر بالله عليك متجيــش!
وقالت بتهورٍ لتمنع حدوث مشكلة:
- أنا هخرج معاك وهقولهم أني خارجه مع وعد بس متجيــش والنبي!
نبث كلماته بغضب:
- لأ يـ سدن الكلام دا ميصحش وأنا جايلك يعني جاي.
وأغلق هاتفه مُعلنًا عن قراره الأخير الذي لا رجعة في، فـ توترت هي من قدومه هنا وزاد توترها وهي تستمع إلى دق الجرس بعد نصف ساعة !فـ سمعت - روان - شقيقتها تستقبله وترحب بهِ وتهتف بصوت عالي:
- ياماما عُمر أبن خالي هنا !
سمعت والدتها وهي تخرج لمقابلته بترحيب وسمعته يهتف بحدة:
- في أيه ياعمتي مش عايزة سَدن تخرج معايا ليه ! خايفة عليها مني ياعني !
شهقت نافية:
- لأ متقولش كدة ياحبيبي دا أنت بذات أعطيلك بنتي وأنا مطمنة.
أستفسر بضيق:
- أمال في أيه بقى !
وأنتِ ياست روان بتولعيها ليه !
أجابته وقد أكتست وجنتيها بحمرة الغضب مُتعمدة تشويش صورة شقيقتها بـ نظرهُ:
- أنا مولعتش حاجه بس مينفعش كل شويه سرمحة كده، مرة معاك ومرة مع يحيى مهما كان برضوا أنت راجل غريب عنها حتى لو قاري فاتحة !قضمت - سدن - شفتيها بغضب من حديث شقيقتها المُهين لها وترقرقت عيناها وهي تجد من يطعنها شقيقتها الوحيدة !
لكنها أستمعت لصوت - عُمر - الحاد يدافع عنها بغضب بـ قولٍ حاد قوي:
- أظن أن يحيى كمان أبن خالها وأننا كلنا لما كنا صحاب كنا بنلعب سوى وعادي ! أنتِ مش واثقة في أختك دي مشكلتك لكن أنا واثق في سَدن كويس أوي !
نظرت - منى - بغضب لـ - روان - لحديثها عن شقيقتها بذلك الشكل، وكادت أن توضح الصورة لـ - عُمر - أن - سدن - و - يحيى - أشقاء بـ الرضاعة فهي تتذكر جيدًا أنهم أكتشفوا أمر رضاعتهم على بعض وهم في سن الثالثة عشر أي بعد رحيل - عُمر - لثانويته الداخلية، لكنها وجدت - عُمر - يُقاطعها ويهتف:
- لوسمحتي يـ عمتي أنا عايز أنا وسدن تتم خطوبتنا على الأسبوع الجاي بـ الكتير.
سهت عن ما كانت تود الحديث بهِ، وأجابت:
- مش شايفه وقت قصير يـ أبني!
أنت تقرأ
لا أُريد حُبًا يَقتلُني.
عاطفيةأجتمعت القلُوب وتآلفت في قصةٍ عميقة يُحكى بين طياتها كمَّ الجروح التي نالها أصحابها... وبعدما تعاهد وأقسم بـ المواثيق أنه لن يتخلى، تخلى وتركها؛ كأنها خِرقة ملوثة، وتركها تعاني وحدها الخيباتِ وكان الجميع ساهم في قتلها، الأهل، الأصدقاء، الحبيب، جميعه...