الفصل التاسع.

45 7 0
                                    

سمعتُ كثيرًا عن قصص الحُب الأفلاطونيـةُ، التي دومًا ما تنتهي بالسعادة، لكني الآن علمت بأن
قيس قد مات مولعًا بحب ليلى
وروميو لم يتزوج جوليت وقد لقو حتفهم سويًا
عنتر قد مات بغرام عبلة ولم يحظى بها زوجة.

وسدن؟
قد قتلها الحُب هي الأخرى، قتلها وحدها، ووحدها وقعت ضحية له، ليتهشم المُتبقي من فتات قلبها، وقد قتلها حبيبها وهي التي لا تريد حُبًا يَقتُلَها.

لينتهي حالها كـ حال البقية، ميتة.

_______________________

يسود التوتر بين الجميع وتمرء ساعة أُخرى و - عُمر - لم يحضر بعد، - يحيى - يجلس بجانب - سدن - ويمسد على كفها يحاول تهدئتها وهي شاردة في الفراغ تُفكر فيما يؤلم قلبها فقط !
وقفت - رحاب - تحاول الأتصال بولدها طوال الوقت لكنه لا يُجيب، فـ هتفت بضيق:
- مبيردش برضوا يـ منى !
زفرت - منى - بضيق وهي تتابع الحضور وهم يتهامسون عن تأُخر العريس فـ أمتعضت من حديثهم، بينما تقف - روان - في زاويةٍ ما تتابع ما يحدث بأعيُن مترصدة وتُهنيء نفسها على نجاح ما خطتت له وستُؤجل الخِطبة.
أمسكت - وعد - الهاتف وأبتعدت عن - سدن - لتُجيب عن تساؤلات أصدقائها دون أحراج - سدن -

أستمعت لـ - مِسك - تهتف بتساؤل قلق:
- هو فين عُمر يـ وعد لسه مجاش ليه لحد دلوقتي ؟
أجابتها - وعد - بخفوت:
- معرفش يـ مِسك بس هو أتأخر أوي فعلًا.
هتفت - نور - بكلماتٍ وجدوها حمقاء:
- معقول يكون هرب وساب سدن ؟
أجابتها - وعد - بحدة من وصول تلك الأفكار لعقلها:
- أيه الكلام الفارغ دا يانور، عُمر بيحب سدن جدًا ومستحيل يعمل الهبل دا وبعدين مفيش سبب أساسًا !
نبثت - مليكة - بهدوء:
- معلش يا وعد هي متأثرة بمسلسلات التركي، بس لازم تتصرفوا ليكون حصله حاجه بعد الشر!
هتفت وعد بـ أضطراب:
- ربنا يستر يا مليكة حقيقي أنا خايفة على سدن أنتِ مش شايفه حالتها ازاي بس.
تمتمن جمعيهم بقلق:
- ربنا يستر.

و - سدن - التي لا حول لها ولا قوة تجلس على مقعدها تستمع لحديث النساء عليها وعن ترك خطيبها لها، أستمعت لأحداهم تقول:
- سابها في الخطوبة !
ليه طلعت معيوبه ولا أيه.
أستعمت لكلماتهم المُهنية وهي لا تنبت ببنت شفة عكس شخصيتها الحادة، مازالت الصدمة تأثر عليها، وكلمات من حولها لا تُساعدها بل تزيد من جراحها بشدة !
أكان هذا مجرد حُلم وتستيقظ على الواقع المرير وهو عدم وجود - عُمر - بالأساس.
نفضت تلك الأفكار من رأسها ونبثت تحاول تهدئه قلبها:
- أهدي يـ سدن أهدي، عُمر ميعملهاش دا بيحبك !
أكيد في حاجه عطلته.
أخذ عقلها يُنسج ذلك الحدث بمعاملته في الثلاثة أيام السابقات ودت لو تصرخ وتبكي بصوتٍ مرتفع لكن مازال فيها ثمة عقل حتى لا تفعل تلك التُرهلات.

لا أُريد حُبًا يَقتلُني.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن