لنخطو خطواتنا من جديد، نبدأ ونحاول من جديد، عَلّنا نزهو من جديد.
_______________________
نفخت - مليكة - بضيق وهي تُناظر نفسها في مرأة المصعد، ثم حركت عيناها وهي تجد المصعد يستقل بها لكنه يُفتح!
وتجد من يطل منه جارها - مُحمد - فـ أمتعضت ملامحها وكادت ترحل من أمامه إلا أنه نادى:
- أنسة مليكة ممكن تسمعيني!
فـ ألتفتت له وملامح الضيق ظاهرة على وجهها ووجدته يسترسل:
- أنا أسف جدًا على اللي حصل مني أخر مرة، صدقيني كان من خوفي عليكِ.زجرته بضيق وتمتمت بنبرة واضح بها الأنزعاج:
- خايف عليا فـ تسب عرضي؟
طب تمام أسفك مقبول، سلام بقى.
وقد نادى مرة أخرى:
- واضح أنك لسه مسامحتنيش برضوا!
وتابع وهو يكاد يُجردها من ملابسها بعيناه:
- أنا بس كنت عايز أعرفك أني معجب بيكِ يا أنسة مليكة!
وقد شُل عقلها وهي تجده يعرض عليها الأرتباط بهِ الآن، لذا رددت ليوضح لها:
- نعم؟مرر لسانه داخل جوفه، وصارحها غير مُعتاد على الكذب بأمر مشاعره:
- أنا عايز أعمل علاقة معاكِ يا مليكة.
وقد صمتت لبرهه وتوقفت الدماء في وجهها!
نظرات عيناه لا تحكي سوى شيئًا قبيح، وتلك الجملة المُبهمة التي بالتأكيد لا تحمل سوى معنى دنييء، لذا ودون تردد صفعته صعفة أرتد وجهه على أثرها وتمتمت بـ حروفٍ واثقة ظهر فيها الأنفعال:
- وربي وما أعبد؛ لأسجنك يامحمد!
وقد أرتعب من لمعة عيناها بـ الصدق، لذا ردد بخوفٍ:
- يامليكة أنتِ فهمتيني غلط!ولم تكن واقفة لتسمع باقي حديثه فقد تركته ورحلت، حتى تستطيع السيطرة على ذاتها وعدم قتله جزاءً لكلماته القبيحة تلك.
وولجت إلى شقتها مُلقية حقيبتها على الأريكة ووجدت - نور - تخرج من غرفتها، وعيناها تقُص صراعتها الداخلية، كان ظاهر على وجهها كم الحزن بقلبها، لذا أستفسرت بقلق:
- مالك يانور؟
ولم تعلم بماذا تُجيب، لذا رددت وهي تلوي شفتيها:
- حمزة كان بيكلمني من شوية، وأكد عليا أنه راجع كمان أسبوع!
تسائلت - مليكة - بشك:
- ودي حاجة تزعلك كدة؟وأمام سؤالها عن حالها لم تستطيع الثبات، وأنهارت تبكي وهي تردد:
- أنا ليه بيحصل فيا كل دا يامليكة، ليه بجد؟
ولم تعلم - مليكة - بما تقصده - نور - لكنها أقتربت منها تدثرها بأحضانها وتقبلها بين خصلاتها وتقول:
- مالك بس ياحبيبي؟
وأفصحت عما يعبيء قلبها بأنهيارٍ شديد وأرتجفت نبرتها وهي تردد:
- أنا عندي سرطان ثدي يامليكة!
وقد أهتز قلبها وهلع، وهي تدرك خطورة قولها! وأرتجفت وهي تتسائل:
- أنت بتقولي أيه، عرفتي منين الكلام دا؟
أنت تقرأ
لا أُريد حُبًا يَقتلُني.
Romanceأجتمعت القلُوب وتآلفت في قصةٍ عميقة يُحكى بين طياتها كمَّ الجروح التي نالها أصحابها... وبعدما تعاهد وأقسم بـ المواثيق أنه لن يتخلى، تخلى وتركها؛ كأنها خِرقة ملوثة، وتركها تعاني وحدها الخيباتِ وكان الجميع ساهم في قتلها، الأهل، الأصدقاء، الحبيب، جميعه...