الفصل السابع عشر.

34 6 0
                                    

قبل سنون فقط كنت هنا !
لا أدري متى رحلت، أحتاجك، حزني يملء قلبي ولا يوجد كتف يَسعني، يحمل الحزن عني.

___________________

ولجت - مليكة - للمنزل وعلامات الأرهاق بادية على وجهها وخلعت حذائها وهي تتمطع بكسل، حتى سمعت لما صدمها، صوت أنين خافت يأتي من غرفة - زين - !!
تملكها الهلع وركضت لترى ما أصابه، وفور أن فتحت الباب وجدته يفترش أرضية الغرفة بـ جسده ويبكي ولا يتوقف عن ذرف الدموع، فـ أقتربت منه تساعده على النهوض بلهفه وتضمه إلى صدرها بقوة وتُهدئه قائلة:
- أهدى ياحبيبي، أهدى بس، وقعت كدة أزاي !
ولم يكف - زين - عن البُكاء، تلك الساعات قد أخذت من روحه الكثير، يكفي أنه بها شعر كم هو عاله، شفق على نفسه حقًا !
وقد ألمها قلبها على حالة شقيقها، لم تتركه وحده سابقًا خوفًا من حدوث شيء كهذا، ولكن هي لم تتركه وحده، كان معه - نور - !!
وقد أفاق عقلها هنا، - نور - ليست هنا بالمنزل رغم أنها تركت - زين - معها، وهي تعلم بخطورة وضعه، أندلع الغضب بقلبها وهي ترى حالة شقيقها الذي يُرثى لها، وغضبها أتجاه - نور - قد تصاعد حقًا.
وفي ظل محاولتها؛ لتهدأته سمعت باب الشقه يُفتح وقد توقعتها - نور - لذا قام عقلها آليًا بترتيب الأقوال التي ستُلقيها بوجهها، لكن خابت آمالها وهي تجد من تولج عليها هي - مسك - وتقترب منهم بخوفٍ هاتفة:
- في أيه يا مليكة، ماله زين بيعيط كدة ليه ؟

وقد أشارت لها بأنها ستقص لاحقًا، وقد أخذوا الأثنين في تهدأته حتى ألمه رأسه من كّثرة البكاء وذهب في ثباتٍ عميق.
فـ خرجن الأثنين من الغرفة، وأنتفضت - مليكة - تسترسل كلماتها الغاضبة في حق - نور - :
- شايفه الزفتة عملت أيه، تسيبه لوحده وهي قايلالي معنديش شغل، وأدخل ألاقيه واقع على الأرض وبيعيط يا مسك والله أعلم قعد كدة قد أيه !

شعرت بالحزن؛ لأجل - زين - حقًا وهي تتخيل نفسها مكانه واقعه وحدها لا حول لها ولا قوة ولا تستطيع مساعدة نفسها مثله!
شعرت بالمرارة حقًا من مجرد التخيل فقط، وعلى ذكر - نور - وجدو الأثنتين الباب يُفتح وهي من تلج، ولم تمنع - مليكة - نفسها من قول:
- أهلًا أهلًا بالسندريلا، كنت شايفة أنك كان لازم تتأخري عن كدة!
شعرت بنبرتها الحادة في حديثها لذا تحدثت بـ:
- في أيه يا مليكة ؟

وقد أحترق قلبها الآن وهي تتذكر مشهد بُكاء شقيقها، لذا أندفعت بغضب تُلقي بوجهها الكلام القاسي:
- هو حضرتك مش قولتيلي أنك معندكبش شُغــل، سبتي زيـن لوحده ليـه ؟
توترت قليلًا وهتفت:
- جالي معاد مُفاجيء يا مليكة!
وقد وصلت لذروتها، فـ تمتمت بغضبٍ صاعق:
- مفاجيء ازاي ياعني، طب وزيــن اللي قولتي هتخلي بالك منه !!
وتابعت بسخرية لاذعة:
- ولا هتخلي بالك منه أزاي، أنتِ أمتى خليتي بالك من حد أساسًا، عمرك ما كنتي قد المسؤولية يا نور، وأنا غلطانة أني أعتمدت عليكِ.
وقد حاولت - مِسك - تهدئتها لكنها زجرتها بعنف، وتابعت:
- زين بسببك وبسبب أستهتارك وقع من على السرير لوحده والله أعلم فضل كدة كام ساعة، وأنهار طبعًا بسبب اللي حصله والأفكار اللي راودته وقتها.

لا أُريد حُبًا يَقتلُني.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن