اللحظة الأولى التي وقعنا بها في الحُب، عندما تعانقنا، عندما تلاقت أعيُننا بشغفٍ كبير، لا أعلم كيف أنقلبت هذه اللحظات الدافئة؛ لتصبح كابوسًا.
_____________________
الجميع يقف والقلق ينهش قلوبهم، والخوف من الفقدان يتلاعب بهم
الجميع في حالة يُرثى لها، و - فريدة - لا تعلم من تُطمئن ومن تواسيه، حتى - بلال - الصامد، الآن يجلس كـ الطفل الصغير الذي يخشى
أن يفقد حياته من جديد، والأصدقاء الثلاثة المرتعبون من فكرة فقدان - وعد - من جديد!
بعد أن ألتقو وتصالحت معهم الحياة تُصر على تفرقتهم مرة أخرى!
ذلك مؤلم لقلوبهن، وقد بكت - نور - تردد:
- ياربي ليه بيحصل فينا كدة يارب!
وقد أقرت بأنها الآن بحاجه ل - زين - يُذكرها بالله يواسيها به، لكن فُرجت قلوبهم وهم يشاهدو الطبيب يخرج، ركضو نحوه، وأبتسم الطبيب يُطمئنهم:
- متقلقوش هي كويسة والجرح مش عميق، لكنها فقدت دم كتير وهتحتاج لتغذية عشان كدة هتقعد هنا أسبوع على ما حالتها تستقر.
وقد زفر - بلال - بضيق وعاد لحالته الطبيعية، ونظر ل - فريدة - بمُعاتبة وقد أدارت وجهها للجهة الأُخرى
تلك ثاني مرة تلحق الأذى بـ - وعد - وفي كلتا المرتين لم تكن مُتعمدة !
لماذا تُصر الصدف على جعلها مُذنبة في رواية - وعد -ولجو للغرفة ليروها بعد أن سمح لهم الطبيب، وجدها - بلال - تضع الشاش الأبيض على رأسها، ووجهها قد ذهبت لمعته وأنطفيء لون عيناها المُحبب لقلبه، ولم يُخفى عليه نظراتها المُعاتبة له؛ كأنها تلومه أنه قَصّ ل - فريدة - لتساعدها !
تحدثت بصوتٍ مرهق:
- أنتم جيتوا القاهرة أمتى يا مليكة !
طمئنوها، أنهم أتو لزيارتها، وقد رددت - نور - بشغف مُتصنع في محاولة منها لتُخرج - وعد - من حالتها:
- وأنا يستي هقعد عندك الفترة دي
هنرغي كتير أوي، وهنتكلم كتير، وهنام في حضن بعض زي زمان.
وقد أبتسمت - وعد - لها بتكلف فلم يكُن لديها طاقة للحماس لأي شيء، قد أرهقها عقلها في التفكير بما ذهب حتى أذت ذاتها، وحمحمت - فريدة - بحرج تجذب أنتباه - وعد - لها:
- أنا أسفة جدًا ياوعد أني سبتك لوحدك، بس متوقعتش تعملي كدة ومكنش فيه أي آلة حادة في الأوضة !
وبذكر - فريدة - لما حدث، أردفت - مِسك - بمعاتبة:
- وأنتِ تعملي في نفسك كدة ليه ياوعد ؟
أنتِ هتكفري ياوعد، هتعملي زي سدن !وقد أنتفض جسدها أثر حديث - مسك - وتذكيرها بما حدث، وقد لاحظ - بلال - رجفة يداها، وهم يستمروا في الضغط عليها، لذا ردد بقوة:
- لوسمحتم وعد أكيد عايزة ترتاح فـ أخرجو دلوقتي.
رفعت - مليكة - حاجبها ونظرت له بحدة مُتحدثة:
- وأنت مين أنت عشان تقولنا نخرج ونسيب صاحبتنا ؟
وأصابتها - وعد - وهي تتحدث بما قاله - بلال - :
- يامليكة لوسمحتي أنا عايزة أرتاح فعلًا، فـ أخرجو دلوقتي بس!
أنت تقرأ
لا أُريد حُبًا يَقتلُني.
Romansaأجتمعت القلُوب وتآلفت في قصةٍ عميقة يُحكى بين طياتها كمَّ الجروح التي نالها أصحابها... وبعدما تعاهد وأقسم بـ المواثيق أنه لن يتخلى، تخلى وتركها؛ كأنها خِرقة ملوثة، وتركها تعاني وحدها الخيباتِ وكان الجميع ساهم في قتلها، الأهل، الأصدقاء، الحبيب، جميعه...