الفصل السادس والعشرون.

44 7 0
                                    

اللحظة الأولى التي وقعنا بها في الحُب، عندما تعانقنا، عندما تلاقت أعيُننا بشغفٍ كبير، لا أعلم كيف أنقلبت هذه اللحظات الدافئة؛ لتصبح كابوسًا.

_____________________

الجميع يقف والقلق ينهش قلوبهم، والخوف من الفقدان يتلاعب بهم
الجميع في حالة يُرثى لها، و - فريدة - لا تعلم من تُطمئن ومن تواسيه، حتى - بلال - الصامد، الآن يجلس كـ الطفل الصغير الذي يخشى
أن يفقد حياته من جديد، والأصدقاء الثلاثة المرتعبون من فكرة فقدان - وعد - من جديد!
بعد أن ألتقو وتصالحت معهم الحياة تُصر على تفرقتهم مرة أخرى!
ذلك مؤلم لقلوبهن، وقد بكت - نور - تردد:
- ياربي ليه بيحصل فينا كدة يارب!
وقد أقرت بأنها الآن بحاجه ل - زين - يُذكرها بالله يواسيها به، لكن فُرجت قلوبهم وهم يشاهدو الطبيب يخرج، ركضو نحوه، وأبتسم الطبيب يُطمئنهم:
- متقلقوش هي كويسة والجرح مش عميق، لكنها فقدت دم كتير وهتحتاج لتغذية عشان كدة هتقعد هنا أسبوع على ما حالتها تستقر.
وقد زفر - بلال - بضيق وعاد لحالته الطبيعية، ونظر ل - فريدة - بمُعاتبة وقد أدارت وجهها للجهة الأُخرى
تلك ثاني مرة تلحق الأذى بـ - وعد - وفي كلتا المرتين لم تكن مُتعمدة !
لماذا تُصر الصدف على جعلها مُذنبة في رواية - وعد -

ولجو للغرفة ليروها بعد أن سمح لهم الطبيب، وجدها - بلال - تضع الشاش الأبيض على رأسها، ووجهها قد ذهبت لمعته وأنطفيء لون عيناها المُحبب لقلبه، ولم يُخفى عليه نظراتها المُعاتبة له؛ كأنها تلومه أنه قَصّ ل - فريدة - لتساعدها !
تحدثت بصوتٍ مرهق:
- أنتم جيتوا القاهرة أمتى يا مليكة !
طمئنوها، أنهم أتو لزيارتها، وقد رددت - نور - بشغف مُتصنع في محاولة منها لتُخرج - وعد - من حالتها:
- وأنا يستي هقعد عندك الفترة دي
هنرغي كتير أوي، وهنتكلم كتير، وهنام في حضن بعض زي زمان.
وقد أبتسمت - وعد - لها بتكلف فلم يكُن لديها طاقة للحماس لأي شيء، قد أرهقها عقلها في التفكير بما ذهب حتى أذت ذاتها، وحمحمت - فريدة - بحرج تجذب أنتباه - وعد - لها:
- أنا أسفة جدًا ياوعد أني سبتك لوحدك، بس متوقعتش تعملي كدة ومكنش فيه أي آلة حادة في الأوضة !
وبذكر - فريدة - لما حدث، أردفت - مِسك - بمعاتبة:
- وأنتِ تعملي في نفسك كدة ليه ياوعد ؟
أنتِ هتكفري ياوعد، هتعملي زي سدن !

وقد أنتفض جسدها أثر حديث - مسك - وتذكيرها بما حدث، وقد لاحظ - بلال - رجفة يداها، وهم يستمروا في الضغط عليها، لذا ردد بقوة:
- لوسمحتم وعد أكيد عايزة ترتاح فـ أخرجو دلوقتي.
رفعت - مليكة - حاجبها ونظرت له بحدة مُتحدثة:
- وأنت مين أنت عشان تقولنا نخرج ونسيب صاحبتنا ؟
وأصابتها - وعد - وهي تتحدث بما قاله - بلال - :
- يامليكة لوسمحتي أنا عايزة أرتاح فعلًا، فـ أخرجو دلوقتي بس!

لا أُريد حُبًا يَقتلُني.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن