。⋆୨🌸୧⋆ 。
جوليا
الصّمت مخيّم على الصّالون بينما لاورا كانت ملقيّة فوق الأريكة المقابلة لخاصّتي الّتي أتواجد بها حاليّا ، هي تعبث بهاتفها أمّا أنا كنت أغيّر القنوات على التّلفاز بعشوائيّة على نحو شارد .
"جوجو ، اثبتي عند قناة واحدة ، تسبّبين لي التّشتّت" صوت لاورا المترجّي بدلع يطالعني من شرودي لأطفئ التّلفاز مباشرة و أجيبها بنبرة هادئة مأكّدة "لا يوجد شيء يستحقّ المشاهدة على كلّ حال" .
رميت لها جملتي بإهمال و نهضت من مكاني لأتّجه بخطوّاتي المتثاقلة ناحيّة المطبخ و مختلف الأفكار تسبح داخل عقلي دون توقّف ...
لأسمع لاورا تتحدّث بصوت عالٍ مسموع من الصّالون "أحضري لي معكِ شيء ما لأتناوله" .
أجيبها بصوت مأكّد بينما أطالع البيتزا من الثّلّاجة رفقة قارورة عصير المانجا المفضّل لديّ ، "سأقوم بتسخين البيتزا لاورا" أعلمتها بذلك لأسمعها تجيب من الجهة الأخرى "حسنا عزيزتي"
بعدما وضعت البيتزا في الفرن إتّجهت مباشرة ناحيّة العصير الموضوع على الطّاولة ، فتحت القارورة لأسكب منه في كأس زجاجي .
جلست على الكرسيّ و أرتشف القليل من الكأس الّذي بيدي بينما عقلي يقودني لتقليب مختلف الأفكار داخله ...
كيف سأتخلّص من إينزو ، أين سأجد عمل الآن بعدما ضاعت منّي الفرصة الوحيدة ، من أين لي بالطّاقة الكافية الّتي ستبقيني صامدة أمام كلّ هذا ؟! عقلي يأبى تصديق الّذي يحدث ...
أرتشف باقي العصير الّذي في الكوب دفعة واحدة لأحسّ بأنفاسي تتثاقل ...
أغمضت عيناي بإحكام لأتنهّد بإستسلام و لا أعلم لماذا أحسّ بالوحدة ، أحتاج لشيء ما كي يأخذني بين ذراعيه في حضن دفين يجعل عقلي خالٍ كليّا من كلّ الأفكار الّتي تضغط روحي و تدهس كياني ...
في الحقيقة أصعب شيء هو أن يعيش المرء تلك الحياة الّتي لا ينتمي إليها ...
أنهض من مكاني ناحيّة الفرن لأستخرج منه البيتزا و أستّفها في الصّحن بعدما برشت عليها بعض الجبن المفضّل لدى لاورا .
لأسير ناحيّة الصّالون حاملة بيدي الصّحن و باليد الأخرى كوب عصير المانجا ، لا أتذكّر أنّ لاورا تفضّله لكن لا أظنّ كذلك أنّها لا تهواه ، و من لا يشتهي عصير المانجا ؟!
لمحتني بخضراوتيها توسّعهما بحماس لتعتدل في جلستها و تضع الهاتف جانبا ...
تخاطبني بحماس و ابتسامتها تتّسع "هذا ما كنت أحتاجه عزيزتي جوليا" .
لأبادلها ذات الإبتسامة و أتحدّث بحيويّة محاولة إخفاء الإنكسار الّذي يتملّك داخلي "أحقّا عزيزتي ؟! سعيدة لأنّني استطعت رسم تلك الإبتسامة السّاحرة على شفاهك لاورا" .
أنت تقرأ
ماثياس | Mathias
Romance" لم أعُد أعلم من أنا حقّا ! إن كانت هذه حقيقتي أم أنّها مجرّد نسخة خلّفتها لي الحياة بعدما استنزفت كلّ ما لديّ ..." "أحيانا قد لا نجد أنفسنا بمجرّد فعل ما نصبو من أجله ... قد يكون لنا سبيل لمعرفة من نكون حقّا بالمجازفة في مُنحدر مغاير لما اعتادته أ...