3 | إلى نابولي

36.8K 1.7K 523
                                    


。⋆୨🌸୧⋆ 。

    

في اليوم الموالي :


  ماثياس

حالما تفتّحت جفوني ، ألقيتُ بنظراتي المُرتخية إزاء هاتفي الّذي تصدر منه أصوات الإشعارات ، إلتقطته بيدي بينما أفركُ عينايَ بيدي الأخرى ...

فورما فتحته وجدتُ رسالة من ماتيو ، ماذا يريد الآن ؟!

[تمّ تغيير المقرّ ماثياس ، حضورك مهمّ اليوم]

أحسستُ بقبضة يدي تتكوّر بجانبي إثر تلك الحروف الغبيّة الّتي خدشت نظراتي ، لم يكن ضمن مخطّطاتي السّفر لنابولي اليوم ، لماذا يغيّرون المقرّ و بدون إخباري مسبقا ؟!

أوغاد ...

إنتفضتُ أهرع بسرعة من فراشي لأحسّ بالدّوار يغلّف خلايا جمجمتي و رأسي يؤلمني ، كلّ جسدي مخدّر ...

إثر ليلة البارحة ... السّهر و المشروب والآن أنهض مبكّرا ...

رفعتُ نظراتي للحائط و اِنتبهتُ أنّ السّاعة تشير للثّامنة صباحا ... كما توقّعت ... 

تراجعتُ بخطواتٍ  متثاقلة أتزحزح للخلف فيما أجلس على طرف السّرير ممسكا رأسي بقوّة ، جفوني تنطبِق و الألم يكاد يفجّر جمجمتي ...

نظّفتُ حلقي وسط اِنعقاد حاجِبايَ بينما أرفع نظراتي قليلا و أبحث عن شيء ما ...غير أنّني قد اِنتبهت لتواجد علبة أدوية خاصّة بفرانشي كانت تتموضع على سطح الطّاولة ...

تسارعتُ بقدمَيّ أهدج نحوها للبحث عن مسكّن ألم . بعد تفتيش دام لثوانٍ قليلة ها قد وجدته أخيرا ، تجرّعتُ قرصين منه مع كوب ماء بسرعة ...

مرّت دقائق قليلة ...

فأحسستُ بذلك الضّغط يخفّ تدريجيًّا ...

من ثمّ اِتّجهتُ نحو الطّابق السّفليّ إلى المطبخ ، فتحتُ الثّلّاجة و أوّل ما تراءى قُبالة ناظِريّ هو قارورة عصير البرتقال الّذي أمقت ، كانت هناك كذلك بعض الفواكه و علب الشّكولاطة بالإضافة إلى علبة حليب و أشياء أخرى لم أُطِل التّحديق بها للتّعرّف على ماهيّة مادّتها ...

سحبتُ علبة الحليب لتسخينه ، و لم أتردّد في تحضير حلوى الكوكيز المفضّلة لديّ و خاصّة أنّني وجدتُ جميع المكوّنات ...

يبدو أنّ فرانشيسكو قام بالتّسوّق مؤخّرا فحسب ...

⁦✯
⁦✯
⁦✯

و بينما كنت قابعًا في جلستي على الكرسيّ و أستنشق رائحة الكوكيز و هو ينضج في الفرن ... تسلّلَت إلى ذهني بعض الذّكريات ...

ماثياس | Mathiasحيث تعيش القصص. اكتشف الآن