اليوم الخامس

2.4K 65 29
                                    

:(صغيري! استيقظ! هيا! لقد مر وقت طويل منذ إغلاقك لتلك العينين الفاتنتين)

فتح عينيه ببطئ حتى تتأقلم مع قوة إضاءة الغرفة، ثم ألقى نظرة على مكانه المتواجد فيه، ومن ثم وجه نظره الى الشخص الكامن بجانبه، وأردف بصوته المبحوح الخافت.

:(د. عزيز مالذي تفعله هنا؟)

جن جنون عزيز عند سماع أسمه يلفظ من قبل صغيره مع ذلك الصوت المبحوح:( آه عزيزي أحمد هل انت بخير؟ هل تعاني من ألم ما؟ أتشعر بالجوع؟ بالطبع تشعر بذلك؟ إنتظر سأحضر الطبيب والممرضة وسأشتري لك الطعام الطازج)

لم يعطه الفرصة للإجابة وهم بالمغادرة من الغرفة على عجالة والإبتسامة كانت ملاصقة لوجهه، وكانت أعين أحمد التي تحمل علامات الإستفهام بجعبتها تلاحقه و نظرات جاسم الباردة ملازمة لحركاته تلك.

أردف جاسم بهمس بينما ينهض من مكانه متوجهًا لشقيقه:(أخبرته بأن يحاول إيقاعه في حبه لا أن يرعبه، أحمق) 

ثم بدء يهتف بفرح مرحبًا بأخيه:( شقيقي أحمد، والذي تحول الى الجميلة النائمة فجأةً، كيف حالك إيها الطفل البكاء؟)

أحمد بإبتسامة ضعيفة:( أكرهك، ولكني على خير ما يرام، بالمناسبة لم أكن أعلم إنك قد تقلق علي الى تلك الدرجة! فقد سمعت صرخاتك التي دوت في الأرجاء عندما حملتني، وبالمناسبة من أين أتتك تلك القوة في حملي؟)

أردف جاسم بغرور وهو يرجع شعره للخلف:( دائمًا ما يتفاجئ الآخرون من إمكانياتي)

ضحك أحمد بخفة وأستقام من على السرير بمساعدة أخيه بعد أن قام بتعديل من وضعية السرير حتى يستند عليها أخيه.

أحمد:( أين أمي و أبي يا جاسم؟)

أردف جاسم بينما يحمل تلك الأغطية الإضافية التي قد وضعها بالأمس:( كانا سيبقيان هنا ولكني أصريت على عودتهما الى المنزل، سأتصل بهما الأن للإطمئنان عليهما وإخبرهما بأنك أستيقظت.)

أومأ أحمد كإجابة بينما قام الآخر بالخروج ليقوم بالإتصال على والديه، وفي تلك الأثناء صادف دخول الطبيب مع ممرضتين و عزيز خلفهم يحمل أكياس كثيرة والواضح من أنها تحتوي على كمية وفيرة من الطعام.

صدم الإثنان من ذلك وقرر جاسم مساعدته في ترتيبها حتى يمكن لأحمد تناولها بسهولة، ومن ثم تركا أحمد مع الطبيب والممرضتان ليقوما بالفحوصات اللازمة، بينما هو سحب عزيز الى الخارج.

جاسم:( هل أنت مترصد أو قاتل مأجور أو خاطف؟ هل من بالداخل هو رهينةً لديك لتجلب له هذه الكمية الكبيرة من الطعام التي تكفي لإسبوع؟ )

د.عزيز:( أنا أعتذر، لم أقصد ذلك، من شدة السعادة التي غمرتني قد أعمتني وبدأت أركض كالمجنون، مع تلك الإبتسامة البلهاء على وجهي، وذهبت الى المطعم، كان الصف الذي أمام منضدة الطلبات طويل مما سبب في إخافتي، ربما لن يكفي الطعام لصغيري أحمد صحيح؟ لذلك أستخدمت صلاحياتي وتوجهت الى المطبخ مباشرةً وقمت بتوضيب ما لذ وطاب و....)

قد أسرني كيانكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن