اليوم الثامن

1.7K 53 30
                                    

كانت الأجواء متوترة ومربكة وفي غاية البرودة، لا نعلم لماذا؟ ولكن دائمًا ماتكون ممرات المستشفى باردة، لتعطينا ذلك الطابع بأننا سنقوم بخسارة شخصًا ما هذه الليلة، أو أن شيء ما سيء سيحدث عما قريب!

كان الثلاثة أمام بوابة غرفة الطوارئ في إنتظار أحد الأطباء لساعات طويلة، منتظرين من أن يخرج أحدهم ويردف بتلك الكلمات المطمئنة كما هي العادة في المسلسلات والأفلام، ولكن مع ذلك لم تنزاح تلك الأفكار السوداوية من عقولهم، أرادوا أن يستعدوا عاطفيًا لذلك.

بينما كان رابعهم وهو الشاهد الرئيسي منذ بدء تلك الأحداث إلى هذه الساعة، جالٌس في إحدى تلك الغرف المخصصة للتحقيقات في مركز الشرطة، وكانت أعين الآخر تراقبه من بعيد، منتظرًا اللحظة المناسبة وظانًا بأنه يمكنه التدخل ومساعدة صغيره للخروج من هذه الأزمة.

مرت بضع دقائق والتي تتحول إلى ساعات، كان كلٌ منهم تحت ضغط كبير ونفسي، كان أحمد محتار في أمره، لم يكن يعلم بمن يجب عليه أن يطمأن اولًا، لقد أخذوا والدته إلى مركز الشرطة، و والده الأن بين الحياة والموت في غرفة الطوارئ، وشقيقه الأصغر جاسم في غرفة التحقيقات.

وبالنسبة إلى عزيز الذي لم يكن بيده شيء ليقوم بفعله فقط إكتفى بمراقبة تحركات صغيره المتوتره وشروده وقلقه اللذان لازماه منذ حدوث تلك الكارثة، وذلك لا يقل أهمية عن مشاعر مشعل الذي أصبح يبكي كطفل صغير، والذي يصرخ على الممرضات والأطباء بشكل عشوائي وهستيري، أراد منهم أن يطمئنوه بإن معشوقه بخير، وإن كانت تلك خدعة منهم لتهدئته.

بالنسبة إلى حال جاسم في غرفة التحقيقات كانت الاسئلة تنهال عليه واحدة تلو الآخرى، لم يعطه المحققون فرصة للتنفس أو تركه وشأنه وكأنه هو المذنب في هذه القضية، بالإضافة إلى محاولته تمالك نفسه من سكب جام غضيه على ميرال الذي لا يمكن أن يراه أحد غيره.

لقد كان ميرال يردف بكلمات غير مفهومة بالنسبة إلى جاسم، لقد كان ينظر إليه جاسم بغضب بينما الآخر يبتسم بوّد له،عندما خرج المحقق الآخير كان جاسم وميرال وحدهما في غرفة التحقيقات، وبالطبع بالنسبة للمحققين والبشر العادي سيرون بإن جاسم هو من بقي في تلك الغرفة.

أردف جاسم بهدوء بينما يركز بناظريه على ميرال الذي إقترب منه بهدوء، غير آبه لكاميرات المراقبة التي تصوره وتسجل أحاديثه:

(لقد حاولت والدتي قتله من أجل ذلك العجوز الأحمق أتصدق ذلك؟ وأنت هنا تقف أمامي بينما إبتسامتك المعتوهة تلك ما تزال تلازم وجهك القبيح الجميل! أنت تظن إننا في هذا الموقف يمكننا الإستمتاع معًا أليس كذلك؟ تريد أن تمارس الجنس معي والأن، صحيح؟ تعتقد بأن لن يقاطعنا أحدهم صحيح؟)

بعد أن أردف بتلك الكلمات لاحظ تراجع ميرال مرة آخرى لإحدى تلك الزوايا بينما إبتسامته قد زالت فجأة.

قد أسرني كيانكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن