قد أسرني كيانك

اليوم الحادي عشر (الجزء الأول)

إستيقظ بإنزعاج إثر ذلك اللعق المستمر على وجهه:( لم أكن أعلم بإنك قد تحولت إلى كلب قبيح؟)

قام الآخر بعض شحمة إذنه ليردف:( سأتغاضى عن تلك الجملة، وبالمناسبة هل كنت تعلم بإنك آية في الجمال وأنت نائم؟)

حاول جاسم أن يبعد رأسه عن الآخربينما جسده مايزال مقيد:( ميرال أخبرني بذلك، فهو يتأملني كل ليلة ويلعب بخصلات شعري بينما أحتضنه.)

عبدالرحمن:( يبدو بإني مجبر على قتل ذلك الأحمق، وتهشيم رأسك في الحائط حتى تفقد الذاكرة! ما رأيك؟)

وجه جاسم نظره إليه بينما وجهه خالٍ من التعابير:( هل تظن بإن حبيبي ميرال ضعيف إلى تلك الدرجة؟ ألم تنسى من هو الشخص الذي قام بقتل هيئتك البشرية؟)

أبتعد عبدالرحمن عن جسد جاسم ببطئ:( لم يكن ميرال قويًا بل هيئتي هي الضعيفة، لا تنسى أنكم أنتم بني البشر مجرد كيان فارغ لا يمكنه القيام بشيء محدد، وليس لديكم قدرات معينة كما نمتلك نحن)

ضحك جاسم بقوة بغاية إغاضة الآخر:( هل حقًا ذلك؟ نحن ليس لدينا قدرات معينة؟ نحن مجرد كيان فارغ؟ لا تضحكني أرجوك فنحن لسنا في موقف مناسب لذلك، ولكن أخبرني أيها الأحمق...)

(إن أردفت بكلمة كهاته مرة آخرى سأقطع لسانك هل فهمت؟) أردف عبدالرحمن ذلك بينما يمسك فك جاسم بقوة.

جاسم:( آه حسنًا هدئ من روعك يا رجل، المهم لنعد لمحور حديثنا، إن كنا ضعفاء ولا نجيد فعل شيئًا، فلماذا تحتفظ بي وتصر على إقاعي في حبك؟)

عبدالرحمن:( لإن قلبي الغبي قد وقع في حبك)

جاسم:( منذ متى؟)

عبدالرحمن:( إلتحاقك بالجامعة!)

جاسم:( كيف ذلك؟)

عبدالرحمن:( هل تعرف ما هو القرين؟)

جاسم:( نعم ذلك الشخص من الجان الذي يلازم شخصًا من البشر)

عبدالرحمن:( حسنًا... هذا ليس التعريف الصحيح لذلك... ولكن المهم إن لديك فكرة عن دوره ومايقوم به، وبالمناسبة أنا قرين)

جاسم:( قريني؟)

عبدالرحمن:( لا لست أنت شخص ما مجهول لا يجب عليك معرفة هويته)

جاسم:( القرين يجب أن يلازم..)

عبدالرحمن:( أعلم ما تحاول قوله، لقد حررت نفسي من القيود التي كانت تربطني بذلك الشخص)

جاسم:( كيف ذلك؟ أليس...)

عبدالرحمن:( عندما رأيتك للوهلة الأولى ظننت بإنه مجرد إعجاب إلى حين بدء تعمق علاقتكما في بعضكما وأصبحتما أعز الأصدقاء.)

جاسم:( لا تقاطعني هذه المرة، هل أعرفه؟  كيف حررت نفسك؟)

عبدالرحمن:( نعم/ عن طريق بعض الكلمات والأمور السحرية أنت تعرف ما أقصد صحيح؟)