أوّل نظرة .. أول همسة .. أول لقاء .. أول كلمة ..
كلّها تترك أثرا لا يمحوه الزمن
**********
كان ذهنه شاردا عندما دلف إلى الغرفة .. حتى أنه لم ينتبه لتلك التي كانت تطالعه بحزن شديد .. مرّ شهر كامل و العلاقة بينهما فاترة .. لا مميّز فيها ..يحرمها من قربه .. من كلماته الطيبة .. و حتى من سؤاله عن حالها .. إستجمعت شجاعتها و إقتربت منه .. تقول بنبرة متحشرجة كأنها على وشك البكاء :
" إلى متى ستستمرّ في معاملتي بهذا البرود ؟ .."
إلتفت خالد إليها يرمقها بنظرات كالصقيع .. منافية تماما للنيران المندلعة بداخله .. قبل أن يجيبها و هو يخلع سترته :
" أنتِ من أردتِ ذلك لنفسك يا ليليان .."
أوشكت على فتح فمها للرد .. لكنها أغلقته مجددا عندما تركها خلفه و دلف إلى الحمام بلامبالاة ..
تدفّقت الدموع من سوداويّتيها .. فأسرعت تكتم شهقاتها بيدها .. بينما يستحضر عقلها الذكرى التي أوصلتهما إلى هذه الحالة ..
فلاش باك .. قبل شهر تقريبا
كان يضع رأسه على صدرها .. و يده تتلاعب بخصلات شعرها الذهبيّ الجميل .. بينما ظلّت هي تخلل أناملها ضمن شعيراته القصيرة .. تمارس عليه مفعولا كالسحر يجعله راغبا في الغرق في سبات طويل لكن دون الإبتعاد عنها و عن هذا الحنان الذي تغمره به ..
غمغم قليلا ضدّ عنقها .. يهمس بصوت أجش :
" هل عسانا ننجب طفلا حبيبتي ؟ .. "
توقّفت أصابعها عن العبث بشعره .. و جاء صوتها حادا و هي تعارض بشدة :
" ألم نتحدّث مئة مرة في هذا الموضوع يا خالد .. أخبرتك أن ننتظر قليلا بعد .. لم أنت مصرّ على طفل آخر .."
تصلّب فكه .. و رفع رأسه عن صدرها .. يردف بسخط :
" بل لمَ أنتِ مصرة على تأجيل الأمر ؟ .. لقد إنتظرنا بما فيه الكفاية .. عمُر زيد سيفوق الخامسة قريبا .."
أشاحت بوجهها إلى الجهة المعاكسة .. تجيبه :
" أخبرتك أنني لا أريد طفلا الآن .. لستُ مستعدّة .. و لا تحاول معي أكثر من فضلك .."
إنفطر قلبه .. و ظهرت الصدمة على تعابيره .. قبل أن ينهض من الفراش .. يقول بينما يرتدي قميصه :
" حسنا إذا .. تحمّلي نتائج رغباتك .. زوجتي العزيزة .."
آخر كلمتين خرجتا منه بطريقة ساخرة .. جعلتها تعود لتنظر إلى ظهره و هو يتّجه إلى خارج الغرفة صافعا الباب خلفه ..
نهاية الفلاش باك
**********
أنت تقرأ
شيء ما بيننا
Randomماذا قد ينجب الحب عند إقترانه بالكبرياء ؟ .. . . . عشر سنوات .. مدّة كافية كي يعتاد فيها المرء على حياة جديدة بمشاعر جديدة .. و قد إعتادت فعلا .. إعتادت على كلّ شيء لكنّها لم تفلح في تجاهل مشاعرها له .. لا تعرف شيئا عنه سوى أنه خاطبها منذ مراهقتها...