الفصل الحادي عشر : شبح الماضي

6.4K 469 308
                                    

ليس الماضي وحده من يعيد نفسه .. الحاضر أيضا يعيد نفسه

و كلاهما يفرضان نفسيْهما علينا .. و نحن بينهما

***************

فلاش باك قبل عشرين سنة

كأي طفلة صغيرة .. كانت تحجب نفسها داخل حمام والدتها و تعبث بمساحيق التجميل خاصّتها .. تجلس القرفصاء على الأرض و تضع ما حلّ لها من تلك المستحضرات قبل عودة والدتها من العمل ..

إستمعت لصوت باب الغرفة و هو يُفتح .. فإنتفضت واقفة تبحث عن مناديل كي تمسح وجهها و تدور حول نفسها تفكّر في كيفية للملمة سريعة للعلب التي أفرغتها على الأرضية الملساء للحمام ..

فجأة توقّفت عن الدوران و تنفّست الصعداء عندما وصل إلى آذانها صوت والدها .. فظنّت أنه يتحدّث في الهاتف .. حتى أنها أوشكت على الإندفاع نحوه و طلب مساعدته في تنظيف المكان ..

لكنّها و ما أن أحدثت شقا بسيطا في باب الحمام حتى توقّفت يدها على المقبض .. و هي تسمع صوت زوجة عمّها ضاحكة بغنج أنثويّ مقزز ..

كانت طفلة في الثامنة من عمرها .. لم تكن تفهم أمور الدلال و الإغراء .. لكنّها بالطبع تعرف معنى أن يقبّل أحدهم الآخر .. لأنها رفعت يديها تكمّم فمها و هي ترى قبلة شفاه لأول مرة بين أبيها و زوجة عمّها ..

جحظت أعينها عندما قامت ليلى بدفع والدها على السرير و قامت بإعتلائه .. حاول عماد دفعها .. و هو يكرّر بتوتّر :

" ليس هنا .. ماذا لو عادت زهرة الآن ؟ .."

قهقهت مرة أخرى مصدرة تلك الضحكة المستفزّة .. تقول بينما تدفعه ثانية :

" تلك الحمقاء الساذجة لن تعود قبل ساعتين .. لا تقلق فهي مشغولة جدا بعرضها الجديد .. "

هكذا لم يستطع عماد الصمود أمامها .. و مارس معها علاقة محرّمة .. على فراش زوجته .. و أمام عيني إبنته التي لم تتجاوز الثامنة ..

جلست لتين أرضا مرة أخرى .. تضع كفيْها الصغيريْن على أذنيْها علّها تفلح في حجب أصوات تأوهاتهم و أنين تلك المرأة .. لكنّها و لسوء الحظ .. لم تفلح ..

عاشت بعدها سنة كاملة في إضطراب ما بعد الصدمة .. و هو مرض نفسي يصيب الإنسان بعد تعرّضه لحادث صادم و مخيف .. لهذا المرض أعراض نفسية و جسدية قوية تؤثّر على الحياة اليومية للفرد ..

كانت تعاني من الكوابيس بشكل دائم .. كلها تتمحور حول زوجة عمها .. ضحكتها المقرفة .. و صوتها أثناء جماعها بوالدها ..

كانت متوترة و منفعلة طيلة الوقت .. تصرخ و تغضب لأتفه الأمور .. و تتعامل مع الجميع بحذر شديد .. كرهت والدها .. و تجنّبت التعامل مع أي أحد غير أمها ..

شيء ما بينناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن