ليس الماضي وحده من يعيد نفسه .. الحاضر أيضا يعيد نفسه
و كلاهما يفرضان نفسيْهما علينا .. و نحن بينهما
***************
فلاش باك قبل عشرين سنة
كأي طفلة صغيرة .. كانت تحجب نفسها داخل حمام والدتها و تعبث بمساحيق التجميل خاصّتها .. تجلس القرفصاء على الأرض و تضع ما حلّ لها من تلك المستحضرات قبل عودة والدتها من العمل ..
إستمعت لصوت باب الغرفة و هو يُفتح .. فإنتفضت واقفة تبحث عن مناديل كي تمسح وجهها و تدور حول نفسها تفكّر في كيفية للملمة سريعة للعلب التي أفرغتها على الأرضية الملساء للحمام ..
فجأة توقّفت عن الدوران و تنفّست الصعداء عندما وصل إلى آذانها صوت والدها .. فظنّت أنه يتحدّث في الهاتف .. حتى أنها أوشكت على الإندفاع نحوه و طلب مساعدته في تنظيف المكان ..
لكنّها و ما أن أحدثت شقا بسيطا في باب الحمام حتى توقّفت يدها على المقبض .. و هي تسمع صوت زوجة عمّها ضاحكة بغنج أنثويّ مقزز ..
كانت طفلة في الثامنة من عمرها .. لم تكن تفهم أمور الدلال و الإغراء .. لكنّها بالطبع تعرف معنى أن يقبّل أحدهم الآخر .. لأنها رفعت يديها تكمّم فمها و هي ترى قبلة شفاه لأول مرة بين أبيها و زوجة عمّها ..
جحظت أعينها عندما قامت ليلى بدفع والدها على السرير و قامت بإعتلائه .. حاول عماد دفعها .. و هو يكرّر بتوتّر :
" ليس هنا .. ماذا لو عادت زهرة الآن ؟ .."
قهقهت مرة أخرى مصدرة تلك الضحكة المستفزّة .. تقول بينما تدفعه ثانية :
" تلك الحمقاء الساذجة لن تعود قبل ساعتين .. لا تقلق فهي مشغولة جدا بعرضها الجديد .. "
هكذا لم يستطع عماد الصمود أمامها .. و مارس معها علاقة محرّمة .. على فراش زوجته .. و أمام عيني إبنته التي لم تتجاوز الثامنة ..
جلست لتين أرضا مرة أخرى .. تضع كفيْها الصغيريْن على أذنيْها علّها تفلح في حجب أصوات تأوهاتهم و أنين تلك المرأة .. لكنّها و لسوء الحظ .. لم تفلح ..
عاشت بعدها سنة كاملة في إضطراب ما بعد الصدمة .. و هو مرض نفسي يصيب الإنسان بعد تعرّضه لحادث صادم و مخيف .. لهذا المرض أعراض نفسية و جسدية قوية تؤثّر على الحياة اليومية للفرد ..
كانت تعاني من الكوابيس بشكل دائم .. كلها تتمحور حول زوجة عمها .. ضحكتها المقرفة .. و صوتها أثناء جماعها بوالدها ..
كانت متوترة و منفعلة طيلة الوقت .. تصرخ و تغضب لأتفه الأمور .. و تتعامل مع الجميع بحذر شديد .. كرهت والدها .. و تجنّبت التعامل مع أي أحد غير أمها ..
أنت تقرأ
شيء ما بيننا
Randomماذا قد ينجب الحب عند إقترانه بالكبرياء ؟ .. . . . عشر سنوات .. مدّة كافية كي يعتاد فيها المرء على حياة جديدة بمشاعر جديدة .. و قد إعتادت فعلا .. إعتادت على كلّ شيء لكنّها لم تفلح في تجاهل مشاعرها له .. لا تعرف شيئا عنه سوى أنه خاطبها منذ مراهقتها...