في الحُبّ يتحدّث الرجل عن إنتصاراته .. و تتحدّث المرأة عن هزائمهافالرجل أجبن من أن يقول دمّرتني إمرأة
و المرأة أدهى من أن تقول دمّرتُ رجلا
****************
كانت تعيش لحظة إنهيار خارت فيها كل القوى التي كانت تتصنّعها .. تضع رأسها على صدره و دموعها تتساقط ببطئ .. كأنها قطرات ذلك الألم الذي كتمته طويلا .. يضيق صدرها كما لو أن الهواء نفسه بات ثقيلا لا يحتمل .. فتخرج منها أنفاسا متقطّعة و شهقات متتالية ..لم تبادله حضنه .. كانت تسبل يديها على جانبيها .. و تكتفي بالشعور بضربات قلبه تحت أذنها .. لكن يبدو أنّ ذلك لم يكفه .. لأنّه أخفض يدا واحدة نحو خاصتها يرفعها بتمهّل إلى ظهره .. قبل أن يفعل الأمر ذاته مع يدها الأخرى ..
إزداد نشيجها في تلك اللحظة .. و كم تمنّت لو أنها تتمسّك بقميصه كما لو كان آخر خيط للقوّة .. لو أنها تضرب صدره و تصفعه و تؤنبه على ظلمه لها .. لكن يبدو أنّ عدم قدرتها على ذلك لم يزد الوضع سوى سوءًا ..
إستمرّ تميم في إعتصارها داخل حضنه .. و الربت على خصلات شعرها التي لم يتوقف عن تقبيلها و إستنشاق رائحتها الأخاذة .. قلبه ينبض بسرعة رهيبة .. لأنه يجرب الشعور بها بين ذراعيه أخيرا .. و كم راقه ذلك .. كم تمنّى لو أنّ الوقت يتوقّف هنا .. لو أنّ كل ما يفعله في حياته هو ضمّها إليه و فقط ..
عندما هدأت قليلا بعد عدة دقائق .. همس تميم و هو يسند ذقنه على رأسها :
" أخبريني بما حدث .."
كانت جملته كالمنبّه الذي يوقظك من الحلم .. فقد جعلتها تنتبه لوضعها .. فحاولت الإبتعاد عنه .. لكنّه ضغط على مؤخرة عنقها يعيدها لتلتصق بصدره كما كانت .. يكمل بنبرة أجشة :
" دون أن تخرجي من حضني .."
كان جسدها يهتزّ بالفعل إثر شهقاتها التي لم تختفِ كليا .. لذلك لم تحاول منع تلك الرعشة التي داهمتها لحظة وصولها إلى إدراك متأخر .. أنها بين أحضانه ..
الآن فقط تعثّرت نبضات قلبها .. و إختفت الكلمات داخل حلقها الذي جفّ .. حرّكت بؤبؤ عينيها في عدّة إتجاهات محاولة التركيز .. لكنّ رائحته التي أحاطتها من كلّ جانب .. كانت و بالمعنى الحرفي .. تقيّدها ..
لم تستطع العودة إلى إسبال يديها حتى .. كأنّهما وجدتا المكان المناسب الذي كانتا تبحثان عنه لسنوات و لن تتركاه .. كان جسدها يصرخ رغبة في قربه .. لذلك سحبت نفسا طويلا برائحته .. تقول بصوتها الذي خرج متحشرجا ببحّة بكاء واضحة :
" ما الفائدة إن لم تكن ستصدّقني ؟ .."
أرادت أن يثلج قلبها .. أن يخبرها بأنه سيصدّقها .. و لن يصدّق غيرها .. و قد فعل .. حين حرّك شفاهه ضدّ خصلاتها مردفا :
أنت تقرأ
شيء ما بيننا
Randomماذا قد ينجب الحب عند إقترانه بالكبرياء ؟ .. . . . عشر سنوات .. مدّة كافية كي يعتاد فيها المرء على حياة جديدة بمشاعر جديدة .. و قد إعتادت فعلا .. إعتادت على كلّ شيء لكنّها لم تفلح في تجاهل مشاعرها له .. لا تعرف شيئا عنه سوى أنه خاطبها منذ مراهقتها...