الفصل العاشر : شيء ما بيننا

7.7K 446 330
                                    


شيء ما بيننا

هو شعور لا تدركه الأبصار و لا تحيط به الكلمات بل يكشفه صمت الحب

***************

ما تعيشه معه الآن لم يكن حتى ضمن أحلامها .. أن يقبّلها ثمّ يحتضنها .. أن تضع رأسها فوق صدره .. تستمع لدقات قلبه المنفعلة إثر مشاعره المبعثرة بسببها .. الشعور به يكنّ المشاعر لها كما فعلت معه دائما يجعلها ترغب في الإختلاء بنفسها .. إطلاق العنان لدموعها .. و السجود شاكرة لربها ..

تميم لم يكن بحال أفضل منها .. كلّ فكره محصور بها .. حتى و هي بين ذراعيه يشتاق إليها .. لا يعلم ما هذه اللعنة التي أصابته دون إستئذان .. لكنه سعيد للحد الذي يجعله راغبا في إيقاف الزمن هنا ..

همست لتين تكسر الصمت السائد بينهما .. بينما تمرر لمسات حانية على ظهر يده المكسوّ بحروق سطحية :

" الحمد لله أنّك نجوت .. "

حرّك تميم يده على كتفها طلوعا و هبوطا .. يجيبها بخفوت :

" الحمد لله أنّ القنبلة كانت من نوع الموتولوف .. تأثيرها التفجيري ضعيفا .."

رفعت رأسها قليلا كي يتسنى لها النظر إليه .. و أردفت :

" إلى متى ستبقى حياتك معرّضة للخطر هكذا ؟ .."

منحها إبتسامة خفيفة .. قبل أن يأتي ردّه بصوت هادئ برزت فيه بحته :

" سأترقّى قريبا .. "

كلمتان فقط .. لكنّها فهمت منهما الكثير .. فهمت أنه لن يترك وظيفته و لن يتخلى بسهولة عن واجبه إتجاه وطنه .. ما جعلها تتنهّد بيأس .. و تسترسل محاولة إطالة الحديث معه :

" ترقية إلى أيّ رتبة ؟ .."

إتسعت إبتسامته .. و أجابها بينما يربت بسبابته على أرنبة أنفها :

" العميد .."

عقدت حاجبيها .. و رفعت جسدها قليلا لتستند بساعديها على عضلات بطنه .. قائلة بفضول :

" عميد ؟ .. ألا يجب أن تكون نقيبا أولا ؟ .."

ضحك تميم بخفّة .. و نفى :

" لقد كنتُ نقيبا قبل أن أصبح رائدا أيتها الحورية .. الرتب تختلف باختلاف الفصيلة التي تنتمين إليها .. لاسيما في القوات الخاصة .. فإنها تختلف عن رتب الجيش الوطني .. الترقية تكون على حسب المهمات .."

همهمت تقوس شفتيها بإستيعاب .. قبل أن تردّد لقبه الجديد عدة مرات على لسانها :

" العميد تميم آل عثمان .."

إشمأزّت ملامحها قليلا .. و أكملت بعدم رضا بينما تعود ببصرها إليه :

" لم يعجبني .. أعني .. رغم أنه أكثر قيمة إلا أنّ لقب الرائد يليق بك أكثر .."

شيء ما بينناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن