الحب لا يعرف عمقا .. حتى ساعة الفراق************
" أحبّكِ .. قال أحبّكِ .."هذا ما كانت تتمتم به بضياع .. بينما تحدّق بأعين متسعة في هاتفها الذي وضعته على طاولة المكتب أمامها .. و مازالت شاشته تضيء بإسمه ..
يداها ترتجفان .. و قلبها ... حسنا .. يجب أن تسحب نفسا للتحدث عن حال قلبها الآن .. الذي كان نبضه يطرق صدرها بقوة رهيبة .. كأنه إستيقظ فجأة من سباته ليخفق بذلك الإندفاع .. كأنه يريد أن يسبق الزمن و يتخطى حدود جسدها ليعبر تلك المسافات الطويلة ثم يرتمي في الأخير بين أحضان صاحبه ..
شعرت و كأن العالم كله يتباطأ من حولها .. بينما في داخلها سباق غير مرئي .. كان صوت النبض يتردد في أذنيْها و يتسارع مع كل نفس .. لم تكن قادرة على الحركة .. لم تكن قادرة حتى على نقل بصرها بعيدا عن هاتفها ..
فجأة و دون سابق إنذار .. شعرت بتلك الرطوبة على وجنتيْها .. لا تعلم إن كانت تبكي فرحتها بسماع تلك الكلمة منه .. أم أنها تبكي عمرها الذي أهدرته في إنتظارها لتلك الكلمة .. لكنها ترجح السبب الأول .. لأنها لم تندم يوما على إنتظاره .. و لن تفعل ..
يقولون أن أغلب من عانوا من سكتات قلبية .. كبتوا مشاعرهم بداخلهم و لم يبكوا .. لمَ إذا تشعر أنها ستتعرّض لسكتة رغم أنها تبكي بالفعل ؟ ..
أطلقت آه متألمة و وضعت يدها على قلبها .. فتلاحقت شهقاتها الواحدة تلو الأخرى دون إنقطاع .. جسدها يرتجف .. و عقلها عاطل عن العمل .. إلهي .. إنها كلمة واحدة .. كلمة واحدة .. فكيف لها أن توصلها إلى هذه الحالة ؟ ..
بحركات عشوائية سريعة .. تخلّت عن معطفها الطبي .. فكت حجابها دون أن تنزعه كليا .. و فتحت أول أزرار سترتها السوداء .. تسمح لجهاز تنفسها بممارسة وظيفته بشكل أسهل ..
رفعت رأسها إلى ظهر مقعدها .. و أخذت أنفاسا طويلة من فمها .. بينما أبت دموعها التوقف عن الإنهمار ..
مرت لحظات حتى بدأت تشعر ببعض التحسّن .. هدأت أنفاسها قليلا .. و إختفت تلك القبضة التي شعرت بها تعتصر قلبها .. إلا أن دقاته التي تشعر بها عند حلقها لم تنتظم بعد ..
لم تكلف نفسها عناء مسح دموعها عندما رفعت سماعة هاتف المكتب .. تقول جملة واحدة بصوت خافت لمساعدتها :
" أحضري لي حبة أتينولول "
أتينولول هو دواء ينتمي لعائلة حاصرات البيتا كما يقولون .. يستخدم في تقليل نبضات القلب ومعالجة ضغط الدم .. بالتالي فهو يقلل من معدل الإصابة بنوبة قلبية .. و قد لا يكون تناولها له هو الحل الأمثل .. لكنّ عقلها لم يكن في وضع يسمح له بالتفكير فيما هو أفضل ..
لم تتأخر عائشة كثيرا في إحضاره .. لكنها شهقت بفزع عندما وقعت عيناها على حال رئيستها .. وجهها شاحب كشحوب الأموات .. هيئتها مبعثرة .. و تتنفّس بصعوبة ..
أنت تقرأ
شيء ما بيننا
Randomماذا قد ينجب الحب عند إقترانه بالكبرياء ؟ .. . . . عشر سنوات .. مدّة كافية كي يعتاد فيها المرء على حياة جديدة بمشاعر جديدة .. و قد إعتادت فعلا .. إعتادت على كلّ شيء لكنّها لم تفلح في تجاهل مشاعرها له .. لا تعرف شيئا عنه سوى أنه خاطبها منذ مراهقتها...