كلّ الذين أحكموا إغلاق أبواب قلوبهم خشية الوقوع في الحب
لا يعلمون أن السارق الحقيقي لا يأتي عبر الباب
**************
فلاش باك قبل 12 ساعة
كانت تتأمل الليل الهادئ .. بينما يغطي الضباب الأفق كستار من الغموض .. الأشجار و الأبنية تظهر كضلال باهتة في الخلفية .. الرؤية محدودة .. مما يضفي على المشهد إحساسا بالعزلة التي باتت رفيقتها في الآونة الأخيرة ..لم تطرق لتين الباب قبل دخولها .. فقط أخذت صينية القهوة من الخادمة و دلفت إلى صديقتها بإندفاع أخرج الأخرى من فقاعة شرودها ..
" قهوة ليلية ؟ .."
كانت تلك أول كلماتها .. التي جعلت ليليان تبتسم بإيماءة .. و تقترب لتشاركها جلستها على أريكة الغرفة ..
إرتشفت لتين القليل من قهوتها .. و أردفت :
" هل سأسحب الكلام من فمك قسرا ؟ .. ماذا يحدث معك ؟ .. أو بالأحرى معكما ؟ .."
مدّت ليليان ساقيها أمامها .. تقول بنبرة باهتة :
" لا أعرف من أين أبدأ .. لكن الموضوع معقّد جدا هذه المرة .."
لم تشأ لتين إستجوابها أكثر .. فحياتها الزوجية يجب أن تبقى بينها و بين زوجها .. حتى و إن كانت أقرب صديقة لها .. هي لا تملك الحق في الإستفسار .. و ليليان لا تملك الحق في إخبارها ..
ران الصمت بينهما .. إلى أن غفت ليليان فجأة فسقط فنجان قهوتها من يدها .. عندها فقط نهضت الأخرى .. تتجه ناحية الباب لتفتحه .. و قد كان خالد يقف أمامه بالفعل ..
أراد المرور .. لكنها أوقفته رافعة سبابتها في وجهه :
" إن لم تمسح ذلك الإنطفاء عن وجهها سأقضي عليك .. "
دفعها بخفة يتجاوزها إلى الداخل .. مردفا بثقة :
" لن أعود دون أن أعيد كلّ شيء إلى نصابه .. شكرا لك على القهوة يا إبنة عمي .."
غمزها في نهاية حديثه .. يجعلها تقلب عينيها خارجة من الغرفة .. ترجو ألا تندم على مساعدته في تنويم صديقتها .. لأنها لو عادت دون أي تطورات فستقتلها لا محالة ..
................
في تلك الأثناء .. أخذ تميم والدته إلى الحديقة الخلفية كي يتحدّث معها .. وقف أمامها و يداه داخل جيوب بنطاله .. يقول بهدوء :
أنت تقرأ
شيء ما بيننا
Sonstigesماذا قد ينجب الحب عند إقترانه بالكبرياء ؟ .. . . . عشر سنوات .. مدّة كافية كي يعتاد فيها المرء على حياة جديدة بمشاعر جديدة .. و قد إعتادت فعلا .. إعتادت على كلّ شيء لكنّها لم تفلح في تجاهل مشاعرها له .. لا تعرف شيئا عنه سوى أنه خاطبها منذ مراهقتها...