#أسيرة_ماضيه
#قريبــًاعند إطلاق الحكم، وجب التنفيذ وهو حُكم عليه بالنفي خارج نطاق العائلة المبجلة، وقعت لعنة المغضوبين عليهم من حَكم العائلة، والمتمسك بمقاليدها، لكنهُ استقبل القرار بجسارةٍ، وطاف بعيناه على الموجودين حتى ولت عليها، رأى رفضها المترقرق في عيناها الباكيتين وطالبته بقلب ينشد الأنانية نجدةً بنفسه، وبالأخير إختارهـا !
لطالما كانت بالنسبة لهُ خارج نطاق التقييم، المنافسـة والتخيـر، قامتها عالية وقيمتها غالية، نشد في تواجدها الحياة وتمسك بها كطوق نجاه، وأمام كافة المُغريات المغموزة بلكنة تهديد عرضت أمامه:
-لأخر مرة هديك القرار، يا البنت ديه يا تواجدك وسطنا وتحمل لقب المنشاوية.
مالت زاوية فمه بابتسامة واثقـة، لا تعبر عن كينونة الخزلان التي تعرض لها من فترة وجيزة:
-أنتَ عارفني، السُلطة عُمرها ما كانت طريق بسعى ليه يا منشاوي، وبصراحة متوقعتش منك عقاب ليَّا بالشكل ده.
تفاقمت مصيبة جده، على وريث شربه ما يريد اعتقادًا أنه أمتلكه عبدًا وما العبد إلا عصى وطالب بالحرية مع أول فرصة:
-بقى بتضحي بينا عشان ديه، بتخسر أهلك وبتخسرني وبتضيع مكانة خصصتها ليك في ثانية عشان واحدة؟ بتكرر غلطة أبوك ورايح ترمي نفسك لواحدة جانبك
-سالم يا منشاوي، ياريت بلاش تجاوز في كلامك عنها عشان مش هقبل بيه!
اللهجة كانت آمره، بسطوة تجري بدماءه بالفطرة، وسلطت عيناه عليه بتحدٍ سافر، تطرقع من سوداويتان قاسيتين بالفطرة
تشربًا لدماء تلك العائلة:-إلا همْــس!
أختصها بالتميَّـز بوهبها قلب آسـرهم:
-ديه مش عشانها أرمي سلطة، ديه يتقاملها حرب.
توسعت مقلتي جده بشراسـةٍ، والشهقات تندفع فتدك أذنه دكًا، تجعله عاجز عن الاستدراك:
-بتهددني يا آسـر؟
رفع رأسه بعنجهيـة، استعدادًا لنزع ثوب الملكية، وتسليم تاجه المميز لغيره بغير اهتمام:
-مش أسلوبي وأنتَ عارف، ولو أتبعت شيء ده ناتج عن تربيتك، مش أنا تربيتك ولا إيه؟
أختتم حديثه بسخريةٍ، دفعت جده لرمقه بغلظةٍ، والكراهية تتفاقم في صدره ناحيـة بنت حواء التي أطلقت سحرها نحو حفيده:
-لو عملت نفسك عدو مش هتقدر تقف قدامي، أنتَ مشوفتش مني غير تفضيلي ليك على الكُل، وربنا ما يوريك غدر المنشاوية.
جابهه بابتسامة واثقـة:
-وأنتَ لسه مشوفتش قدرة تضحيتي لواحدة وثقت فيا وسلمتني قلبها.
-بتضحي بنفسك عشان حب؟
صرخ جده بجنونٍ، دفعه للتريث بالجواب:
-أضحي بعُمري لهمْـس، مش بس بسلطة ومال ومكانة.
تلوَّها أغتر بجوابه المتابع:
-آسر المنشاوي اللي بيعمل الفلوس، وعمر ما الفلوس عملته ولا هتعمله.
ووقع على وثيقـة إعلان الحرب، بتنازله عن كافة الممتلكات بجميع البلدان، وسحب جميع الامتيازات التي خصصتها العائلة بفعل موقعها الدبلوماسي المُترفع، ثُمَّ طرق بقبضته على الورقـة يطالع جده بنظرة فاترة:
-أظن كده حققت أمرك، وكل طلباتك هنفذها ومنصبي في الشركة أنا متنازل عنه مش خوفًا منك لكن تقدير لعيل دخلك من سنين لوحده ووقفت جانبه وطول عُمري هفضل فاكرلك الموقف ده.
نصب عوده، ورفع رأسه بعد حرب خسرها بشرفٍ أمام عيني جده الذاهلتين، وهو يراه يتحرك قابضًا على رُسغ همْس التي أهدلت رأسها باكية بقهرٍ على ما خولت لهُ الأمور بسببها، لتجده يشد من أزرها، يدعمها في موقف يحتاج هو دعمه، ورمش بعيناه إيجابًا دليلًا على أن كُل شيء سيصبح على ما يُرام، ثُمَّ تحركا معًا تحت الصمت التام من الجميع ولكن قبل ذهابه، علَّق:
-أنا لسه قايلك إني مش هنسى دعمك ليَّا طول عمري، لكن أنا مش عايزك تنسى الموقف عشان قلوب المنشاوية سودة، وأظنك أدرى واحد يا جدي!
أنت تقرأ
أَسِيرَة مَاضَّيِه -قريبًا- -حصريًا-
Romantizm-الجُزء الأول- بين التملك والغرام شعرة قطعها! أمتلكها قلبًا وقالبًا بسحرٍ أودعها في سجن مُخملي قبلته هيّ! قدمت نفسها قربانًا لهُ تهوينًا عن ماض كانت أول ضحاياه فـ آسرها.! أولا تعلم أنّ من تقع في غرام السجان لا تطلب فك قيد الغرام؟!