.
.
.بِيأس أخفضت رأسها على الطاولة الخشبية قبل أنْ تبدأ بِضربه هناك بخفة لمرات متتالية،
إنها هالكة، هي هالكة لامحالة ..
عبست محاولة كَبْح دموع مثيرة للشفقة، هددت بالسقوط على وجنتيها، بينما تفكر في المصيبة التي وقعت فيها ..
لقد كانت هايون واحدة من الطلاب المتفوقين بالجامعة، لم يكن تجاوز المواد بالصعب عليها بل و استطاعت في أغلب الأوقات التفوق في كثير منها و الحصول على أفضل العلامات،
لم يكن هذا هو الحال مع الفيزياء على الرغم من ذلك،
منذ سنتها الأولى بالجامعة ، هي وجدت صعوبة بالغة بتجاوز المادة المَعْنية ،
هي فقط وجدت عقلها يتوقف في كل مرة أرادت دراستها، لينتهي بها الأمر بعلامات خَجولة مكَّنتها بالكاد من تجاوز الفُصول بنجاح ،
نَاهِيك عن أنها اضطرت لإعادة الفصول مرتين خلال الأربع سنوات الماضية، و كل ذلك الفضل يعود للبروفيسور اللَّعين الذي صَدف أن يكون مَسْؤولا عن فصلها هذه المرة أيضا ..
يَدٌ نحيلة اِمتدت لتَحُولَ بين جبهتها و السطح الخشبي الخشن لتتنهد تزامنا مع صوت صديقتها الذي خرج عابسًا :
- ستصابين باِرتجاح على هذا المعدل ..
- أنا هالكة ، أنا هالكة تماما يوجين ..
قَلَّبَتْ يوجين عينيها بملل لدرامية صديقتها المبالغ بها، قبل ان ترفع يدها معيدة شعرها المصبوغ بلون وردي فاتح إلى الوراء قائلة :
- كفاك درامية هايون .. إنها الفيزياء فقط!
- من السهل عليك قول ذلك ..
بسخَطٍ اِستقامت هايون في جلستها لتردف :
- أنت تملكين تشانيول لمساعدتك ..
لقد كان الأمر صحيحا، أن الرجل الأكبر اِستطاع خلال أشهر معدودة من إعادة هيكلة رأس صديقتها اليابسة لتصبح طالبة مثالية..
باِبتسامة جانبية راقبت كيف اِحْمَرَّت وجنتا صديقتها بشراسة محاولة الاِعتراض بأصوات مكتومة..
قبل ان تبدأ يوجين بمواعدة تشانيول، هي كانت نوعا ما تميل إلى الجانب الرجولي في تصرفاتها،
و مظهرها الذي يثير الرَّهبة ساعد على ذلك كثيرا ..
يوجين كانت فتاة تجاوز طولها المِئة و ثلاثة و سبعين سنتيمترا، ببشرة سمراء لامعة و ملامح حادة رغم جمالها،