.
.
.بتقطيبة حاجبين راقب السيّارة السّوداء المركونة أمام منزله تماما، و للحظات تساءل عمَّا إن كان أحد الجيران قد أخطأ بركنها هنا؟
ولكنَّ هذا كان مستحيلا تقريبا، فكلُّ جيرانه بعيدون كفاية لألَّا يرتكب أحد ضيوفهم خطأ كهذا، كما أنَّ الحي كان فارغا تقريبا!
بخطوات مسرعة عاد إلى المنزل، و بتساؤل صرخ منادياً زوجته:
- عزيزتي، هل رأيتِ السيَّارة المركونة بالخارج؟ هل جاء أحدهم إلى هنا بالأمس؟
تساؤلاته تمَّ اِستقبالها باِبتسامة عريضة بينما تنزل زوجته السّلالم على عجل، لمعان عينيها أخبره أنَّ ما سيسمعه تاليًّا لن يسُرّه بالتّأكيد:
- أخفض صوتك، هناك شخص ما بغرفة هايون..
هل كانت يوجين من جاءت لزيارة صغيرتهِ مساء الأمس؟
لم يكن هذا بالشيء الغريب على صديقة هايون لتفعله، و رغم أنّه لم يفهم عفويّتها و اِندفاعها في أغلب الأحيان، فهو يدرك أنَّ يوجين فتاة ذات قلب طيِّب و صغيرته آمنة تماما برفقتها:
- لم أعلم أنَّ يوجين تمتلك سيارة كتلك؟!
- ليست يوجين!
ضحكة مستمتعة غادرت شفتيها ليقطِّب حاجبيه، فهو لا يعلم عن أصدقاء آخرين لهايون غير يوجين يمكن ان تثقُ بهم كفاية لدعوتهم إلى المنزل،
ولكنه و قبل أن يضع المزيد من الاِفتراضات بشأن ذلك، فقد كانت زوجته ترفع هاتفها بحماس غير مسبوق لتفتحه:- أنا لم أصدِّق عينَيَّ عندما رأيت ذلك.. هايون لم تحضر فتى إلى المنزل من قبل قطّ!
- فتى!!
اِستنكاره العالي ضاع بين قهقهات الأمِّ المتحمِّسة بينما تفتح هاتفها لتريه الصّور التّي اِلْتقطتها لهما خلسة قبل لحظات،
ينامان متعانقين بكلِّ وداعة العالم، هايون تفترش ذراع الرّجل المجهول و تحشُر وجهها في رقبته تقريبا، و ذراعه الأخرى تحيطها بحماية،
- هايون لم تحظر حتّى ذلك الفتى الذي واعدته قبل سنوات إلى المنزل.. لابُدَّ أنّه مميّز للغاية إِنْ سمحت له بالبقاء لليلة.
و بينما وجدت زوجته المنظر لطيفا كفاية لتنتحب بشأنه كفتاة مراهقة، فقد جعل الغضبَ يتصاعد داخل صدره ليعترض صارًّا على أسنانه: