.
.
.
قطّب كيونغسو حاجبيهِ بغير فهم بينما تتحلّق عيناه على لوحِ النّتائج في الممرِّ الواسع،
لقد كان واثقا مئة في المئة أنَّ تلك لم تكن العلامات التّي قام بوضعها قبل أن يسلِّمها للبروفيسور تشوي لتفقُّدِها ثُمَّ إعلانها للطّلاب،
أو ليكون أدقَّ وصفًا، فهو كان متأكِّدا أنَّ تلك العلامة المتدنيّة بشكل مثير للشّفقة لم تكن خاصّة هايون على الإطلاق،
يده اِشتدّت حول حافظة الأوراق التّي كان يحملها قبل أن يستدير، عيناه تبحث دون يأس عن هيئة الفتاة المعنيّة، و حينما حطّت عليها أخيرا، تجلس بملامح جامدة على أحد الكراسي الحجريّة، قلبه اِعتصر بشدّة لمنظرها البائس..
لقد بدت هايون جامدة بدون روح بينما تقارن ورقة الإجابات النموذجية بورقة صغيرة، من حيث وقف هناك، بدا له أنّها حملت بعضا من الإجابات التّي دونتها بنفسها في ورقة إجاباتها..
كيونغسو كان شاهدا على الجُهد المضاعف الذي بذلته هايون لتحسين علاماتها في الفيزياء، لقد كان حاضرا في كلِّ مرّة اِعتصرت عقلها لتفهم بعض المعادلات الصّعبة أو حينما شربت القهوة بغير حسابٍ فقط لتبقى يقظة كفاية لدراسةِ الفيزياء،
لقد كان يعلم أنّها لرُبّما لم تصل إلى ذلك الحدِّ في أيٍّ من المواد الأخرى و هي تحصل على علامات ممتازة فيها ..
لذا فقد كانت رؤيتها محبطة بهذا الشّكل تقتله،
و لكن هذا ليس أدهى ما في الأمر حتّى، لأنّ تلك لم تكن علاماتها الحقيقيّة أبدا..
و لو بعد ألف سنة و ألف مراجعة من البروفيسور تشوي،
تلك العلامة لن تكون علامتها على الإطلاق..
لأنَّ كيونغسو كان وغدا باحثا عن الكمال حينما يتعلّق الأمر بعمله، كما تشدَّق عليه بيكهيون دائما، و كما اِعترف هو لنفسه بذلك مهما زيَّفَ الاِعتراض،
لقد كان صارما للغاية و إن أعطى أحدهم علامة فهذا لأنّه يستحقُّها تماما، لا زيادة عليها و لا نقصان..
وحتّى لو أخطأ التّقدير، و الخطأُ من سماتِ البشر، فلن يتجاوز الأمر رُبع علامة أو نِصفها..
قدماه تحركتا أخيرا و عيناه اِلْتقطت كيف تفرَّق الطّلاب بيأس لمعظمهم، مغادرين الجامعة حينما تأخر الوقت..
خطواته تواترت نحو المكان الذي ركن فيه سيارته بغير وعي،
هناك شيء مريب للغاية يحصل هنا..
.
.
.
عيناه اِحتدّت بخطر و حاجباه الكثيفان عُقِدَا مع كلِّ سطرٍ يقرؤُه،
لقد كانت السّاعة تشير للسادسة و النصف مساء، حينما اِستقر كيونغسو أخيرا على مقعد السّائق في سيّارته،
بين يديه مجموعة من الأوراق التّي حملت في طيّاتها علاماتِ الطُّلاب للاِمتحان النِّصفي الأول، العلامات الرَّسميّة التّي تم نشرها قبل ساعات،
وفي ذاكرةِ هاتفه العلامات التّي قام هُو بتصحيحها..
