.
.
.ما كان يَحدث معها مستحيلٌ تمامًا،
تَمسّكت هايون بكأس الكحول الذي قُدِّمَ لها و كأنَّ حياتها تعتمد على ذلك، ركّزت أنظارها على تشانيول المُنغمس في تقديم أصدقائه لِيوجين، مُحاولة بكل يَأس تجنُّبَ النظر نحو بقعة معينة..
فِي الزَّاوية اليُسرى ، في الطّرف الآخر من المائدة الضّخمة التي تجمَّع فوقها أنواعٌ مختلفة من الكحول و الوجبات الخفيفة- و أخيرا دو كيونغسو ، أعز أصدقائي
إِبتلعت هايون بشدّة و قد حوّلت نَظراتها نحو صديقتِها، صديقتُها التي اِرتدت تعابير جادّة قبل أنْ تُلقِيَ نحوها بنظرة خاطفة، لابُدّ أنّها أيضًا كانت مدهوشة للصُّدفة الغريبة:
- في الواقع لقد بدأ كيونغسو بعمله كأستاذ مساعد في جامعتك منذ وقت قصير ،
- أنا أعلم ..
غَمْغَمت يوجين بصوت خافت قبل أن تشير إليها قائلة:
- كلانا في فصله للفيزياء..
- لم أكن أتوقع أن حبيبة تشانيول ستكون طالبة لديّ!
الصوت العميق ذو الرنّة المُميزة جعل تيّارا كهربائيا يسير على طول عمودها الفقري ،
عيناها اِرتفعت دون قُدرَةٍ لها للسّيطرة عليها لتحوم حول تفاصيل وجهه بلا رادع، و قد ساعدها كون اِنتباهه كان مُنْصبًّا تماما على يوجين و تشانيول في الوقت الحالي، لأن تتأمل كُل تَفصِيلٍ كشفه لها قربه منها بهذه الطريقة :- هذا رائع ، هذا يعني أنك ستساعد يوجين خاصتي لتجاوز الفصول بنجاح لأحظى بوقت إضافي لنا.. صحيح؟!
تساءل تشانيول بصوتٍ لعوب و حاجبٍ مرفوع نحو رفيقه، لتنكزه يوجين معترضة، بينما شخرة ساخرة اِنفلتَتْ من بين شفتي الأستاذ المساعد قبل أن يجيب بصوت خَطِر :
- ما رأيك أن أجعلها ترسب بدلا من ذلك يول؟! هل سَتُريدُ ذلك ؟؟
- أيّها الوغد ..
أجاب تشانيول بعبوس مزيف و ضحكات صاخبة اِندلعت في الأرجاء بعد ذلك، و لكن هايون وجدت نفسها تنكمش في مقعدها بملامح صلَّت ألّا تكون واضحة للغاية ،
لقد كانت تعلم أنهم يمزحون، لقد كانت الإبتسامات و الضحكات تُوحي أنّ كلّ ذلك كان مجرد هراءٍ بين الأصدقاء..
و لكنها لم تستطع منع نفسها من الاِرتجاف للكلمات المُهَدِّدَة، لقد كانت نفسُ تلك الكلمات تُعاد في رأسها بصوت قذر .. مكررة .. مصحوبة بضحكات آثمة أخرى.. مختلفة كثيرا عن التي تسمعها حاليا،