.
.
.كيف وجدت هايون نفسها في هذا الوضع بالتّحديد؟ هي لم تعلم..
و لكنّها كانت تعلم شيئا واحدا عند هذه اللّحظة، وهو أنَّ أستاذ الفيزياء المساعد كان ماكرًا كثعلبٍ مخادع..أبعدت ذراعها باِنتفاضة تقريبا حالما لامست بالخطأ ذراع كيونغسو الجالس بقربها و هايون تمنّت بصدق أن لا أحد قد لاحظ ما يحدثُ عند هذه المرحلة،
الأمر هو أنّها كانت تدرس في المكتبة بكُلِّ وداعةِ العالم، لاشيء يؤرِّق رأسها الصغير سوى حلِّ بعض المعادلات الصّعبة للفيزياء،
كان ذلك حينما اِقترب كيونغسو من حيث جلست و بكُلِّ اِعتياديّة العالم سحب الكرسيَّ المجاور لها تماما ليستقرَّ هناك.. كما لو كان أكثر شيء طبيعيّ للقيام به، كما لو أنّهُ مكانُه منذ الأزل..
هايون أعطته أكثر نظرة مشوّشَةٍ تمتلكها، و قد كاد الذُّعر أن يظهر جليا على قسمات وجهها،
بعد كلِّ ما حدث بينهما..
بعد العديد من القبلات المسروقة و الكلمات التّي لم تُقَلْ..فقط مالذي يعتقده كيونغسو بالجلوس بقربها هكذا و على مرأى من الجامعة كلِّها؟!
تلك الدوّامة التّي كانت تَغرقُ فيها بدا أنّها لم تمرّ دون أن يلاحظها الرّجل الأكبر، و لكن ما حصلت عليه كرد جعل الكهرباء تسير تحت جلدها و الحمرة تزحف إلى وجنتيها غزيرة..
- لقد قمتِ بحلّها بطريقة خاطئة..
تحدّث كيونغسو بهدوء، حاجبٌ كثيف واحد يرتفع للأعلى وزاوية شفتيه اِرتعشت في اِبتسامة مدركة..
لقد كان يعلم تماما مالذي تفكر فيه و مالذي يدور في عقلها كثيرِ التّفكير ذاك بطريقة ما، و هايون اِرتجفت لفكرة أنّها كانت مكشوفة تماما لعينيه الواسعتين، أن لا شيء يغطّي مشاعرها و أفكارها عنه...
و لكنَّ كيونغسو سرعان ما هزَّ كتفيه، ينفض كُلَّ شيءٍ بعد ذلك قائلا :
- عليكِ أن تركزي قليلا هايون..
همهمت ترفرف برموشها لمرات متتالية و جسدها اٍلْتفت تلقائيًّا نحو الأوراق حينما اِنحنى كيونغسو نحوها برفق يشرح أحد المعادلات الصّعبة..
هايون لم تنظر للورقة رغم ذلك، فقط كيف لعينيها اِلْتقاط أيِّ شيء بينما يتجلّى أمامها كيونغسو بمنظر وجههِ الجانبيّ، و يتحدّث بصوتٍ شبيهٍ بالعسل الذي يصبُّ داخل أذنيها تماما:
- هل فهمتٍ الأمر الآن؟!
صوته فرقع الفقّاعة التّي كانت تحيط بها لتنتفض بخفة و بتلعثم أجابت: