.
.
.اِبتلعت هايون بصعوبة تلكَ العَبرة الضّخمة داخل حنجرتها، و بصمت موحش قرأت الرِّسالة في غرفة الدّردشة الجماعية، تلك التّي أضافها لها أستاذ الفيزياء المساعد، لمجموعة الطلّاب الذين يقوم بتدريسهم..
بعد أسبوعٍ مرير من التّجاهل و الصّمت المطبق من جهته..
بعد جلسة دراستهما ذلك اليوم، هايون اِعتقدت أنَّ شيئا ما قد تغيَّر، لرُبّما بعد كُلِّ شيء هي اِعتقدت أنَّها تمتلك فرصة معه..
و لكنَّ الحياة ما اِنفكتْ تهديها صفعاتٍ مجانيّة لتعود إلى الواقع،
كيونغسو تجاهلها تماما بعد ذلك اليوم، لا رسائل عن حصصِ المراجعة، لا اِبتسامات في الممرّات حالما يلتقيان ولا أحاديث وديّة، تلك التي اِعتادت تلقِّيها كُلّما كانت في الجوار رفقة يوجين..
أغلقت هايون عينيها لوهلة، تعطي نفسها بعض الوقت لطرد الدُّموع الغبيّة التّي تجمّعت هناك، تُحاول جعلها تَرثِي نفسها..
- هذا مثير للشّفقة!!
همست بصوتٍ مَخنوق.. لقد كانت مثيرةً للشّفقةِ تماما،
فتحت عينيها بعد وهلة، حالما تأكدت أنَّ الدُّموع الحبيسة هناك قد اِختفت تماما، لتحوِّل أنظارها نحو الرّسالة اليتيمة مرّة أخرى، كيونغسو كان يدعو الجميع لحصّة دراسة في مكتبة الجامعة بعد ساعة..
نظرت نحو محيطها بعيون ذابلة و شفتين اِنحنت إلى الأسفل،
تلك الرّسالة كانت تسخر منها علانية..
بينما هي هنا في مكتبة الجامعة بالفعل تحاوِل الحصول على بعض الهدوء لدراسة الفيزياء.. بعدما أمضت أسبوعًا كاملا من التّفكير المُفرِط و الهلعِ بشأن كُلِّ شيء ولا شيء..
لقد كانت هايون بجديّة تعتقد أنَّ كيونغسو لن يقوم بتدريسها مرّة أخرى بعد ذلك اليوم، لسببٍ أو لآخر،
و حين قرّرت أخيرًا أنَّها لن تعتمد عليه بعد الآن، هاهو يُراسلها..
لا.
يُراسلهم بموعد جديدٍ للحصص..نظراتها اِنخفضت نحوَ الكتب المتناثرة على طاولتها، نفس الكتب التّي أمضت فترةَ ما بعد الظُّهرِ كاملةً تُحدِّق فيها دون جدوى لتتنهّد..
هي اِحتاجت تلكَ الدروس بشدة..
حتى لو جُرح كبرياؤها للتّجاهل المرير و اِحتجّ..
هايون ما اِمتلكتْ رفاهية الإنتقام لكرامتها بالرفض..- هل يمكنني الجلوس؟
صوتٌ أُنثويٌّ خافت تسلّل إلى أذنيها من الجانب، وهايون رفعت رأسها ببطءٍ ليقابلها مظهر إحدى زميلاتها في الفصل: