كانت هايون تتأرجحُ بين الأحلام و الواقع حينما تسلَّلت إلى عينيها أشعةٌ من الشّمس، تقُضُّ مضجعها وتحاول إجبارها على الاِستيقاظ،
- أسدلي السَّتائر يوجين.صوتها خرج مبحوحا بأنين، و رأسها غاص بين طيَّاتِ المُلاءات النَّاعمة محاولةً تغطية عينيها عن أشعَّة الشَّمس السَّاطعة..
أنينٌ آخر خرج من بين شفتيها حالما اِنفجر الألم داخل رأسها جرَّاء تلك الحركة البسيطة،
هي لم تجرؤ حتّى على فتح عينيها، لأنَّهما كانتا تحرقانها كالجحيم حتَّى من خلف جفنيها المغلقين بإحكام،رفعت يديها ببطء من بين ثنيات البطانيّات حتى بلغت عينيها، و برفق فركت جفنيها المغلقين فقط لتندم على الفور، ذلك الشُّعور المزعج كأنَّ حبيباتٍ من الرَّمل قد صُبَّت هناك لتتسرَّب حالما فركتهُما، يزيدُ صباحها سوءًا..
- يوجين..
تذمَّرت مرَّة أخرى، ترفع قدمًا من تحت الملاءات لتضرب جانب السرير، حيث كانت متأكِّدة أنَّ صديقتها الثَّملة مغمى عليها بجانبها، فقط لتحطَّ قدمُها على الفراشِ الفارغ بدلًا من ذلك..
بما أنّه و حتَّى يوجين قد اِستيقظت فهذا يعني أنَّ الوقت قد تأخَّر كثيرًا..
تقلَّبت هايون في السرير للحظاتٍ ببطءٍ و كسل، يداها تضُمَّان الأغطية نحو صدرها رافضة التَّخلِّي عن هذه الرفاهية و الاِستيقاظ..
لقد كانت اللّيلة الماضية جنونيَّة بحق، و حقيقة أنّها لا تذكرُ شيئا عنها نبَّأتها أنّها كانت جامحةً تمامًا،
و لكن هذا أتى بثمارهِ قليلا.. صحيح؟
هايون و رغم جسدها المتيبِّس و أنفاسِ الكحول التّي تسلَّلت إلى أنفها حالما تنهَّدت، هي كانت تُحِسُّ بأنّها خفيفة كريشةٍ لا وزن لها و كأنَّ ثِقلا ما اِنزاح عن كاهلها..
اِستنشقت المُلاءات ذاتِ الرَّائحة الغريبة، محاولةً طرد رائحة أنفاسها من جيوبها الأنفيّة ثُمَّ بغباءٍ تساءلت، متى اِمتلكت يوجين منظِّفاتٍ بهذه الرَّائحة؟
صوتُ فتحِ قُفل الباب اِسترعى اِنتباهها و دون أن تزعج نفسها بإخراج رأسها للنَّظر نحو صديقتها هي تمتمت بصوتٍ مَكتوم:
- أسدلي السَّتائر الغبيَّة يوجين..لدهشتِها و راحتِها معا، صديقتها لم تصرخ بها لتستيقظ، أو ترمي بنفسها فوق السرير منتشلة إيَّاها من راحتها كما جرت عادتُها..