。⋆୨🌸୧⋆ 。
بينما كنت جالسة على الأريكة و عقلي شارد تماما يفكّر في مختلف الأفكار العشوائيّة الّتي تتبعثر داخله ... لمحتُ سينيور أنطونيو يدخل المنزل رفقة فتاة جميلة ذات شعر أسود قصير ، و كانت ترتدي فستان أسود ضيّق يصل لطول ركبتيها رفقة سترة و حذاء ريّاضي بنفس لون الفستان ...
عينيها بلون الغيوم الملبّدة و نظراتها الّتي خلف النظّارات الطّبيّة كانت حادّة ... حيث كانت تحمل بيدها حقيبة سوداء بينما يسيران بخطوّات ثابثة يتّجهان إلى الطّابق العلوي ... و حينها دخل خلفهما مباشرة جوفاني و هو يحمل بيديه عكازات طبّيّة للمشي ... حتما ستساعد ماثياس كثيرا للمشي حاليّا نظرا لحالته ...
و تلك الفتاة أظنّ أنّها هي الممرّضة الّتي ستعتني بماثياس ، هو حقّا ذو رأي متصلّب ... يأبى السّماع لأي أحد ... هل يُعقل أن لا يبقى في المستشفى حتّى لليلة واحدة !
حرّكت رأسي بغير تصديق لذلك ثمّ تنهدّتُ بملل لأقف من مكاني و أطالع المنزل ... يبدو أنّني أشتاق لروما بالفعل ... حسنا سأعود للحديقة مجدّدا لكن لن أتحدّث مع ذلك المتعجرف ... لذا قادتني خطوّاتي للحديقة ... حالما خرجت لمحته لايزال في مكانه رفقة فرانشي ... كانا يتبادلان أطراف الحديث و أصوات ضحكاتهما يرتفع هنا بإستمتاع ... يبدو أنّهما يتشاركان بعض النّكت المضحكة ...
حين رأيتهما هكذا تسلّلت إبتسامة الإمتنان لشفتاي ثمّ قدت خطوّاتي أسير للجهة الأخرى بعيدا عن جهتهما لكن سرعان ما سمعت صوت فرانشي يهتف بحماس "جوليا ، أنتِ هنا ، تعالي" ، إستدرتُ إليه و رميت له كلماتي على نحو متردّد رفقة إبتسامتي الهادئة "سأتجوّل هنا قليلا لوحدي فرانشي"
لمحت ماثياس يميل رأسه يرمقني بنظرات إستمتاع بينما إبتسامته الماكرة لا تزول عن تعابيره ... ليردف بسخرية لكن بكلّ هدوء "جوليا تريد الخضوع لوِحدتها" ، عند نهاية حديثه ضحك بخفّة ممّا يجعلني أغلي من الدّاخل ...
إكتفيت فقط بتجاهل كلماته المستفزّة عندما رميت له نظرات باردة ثمّ قلّبت عيناي بملل و إستدرتُ مباشرة أبتعد عنهما لفسحة الحديقة المعاكسة في جهتها لمكان تواجدهما ...
هنا حيث الأشجار الكثيفة تتواجد و قد منحت المكان أكثر جمالا بلونها الأخضر ... واصلتُ السّير بعشوائيّة لتلتقط عيناي أشجار مرصّعة بالورود الحمراء في سطر مستّف و مرتّب على نحو منتظم ... أحببت الّذي تشاهده عيناي حاليّا ... يمنحني شعور الدّفئ و السّلام داخليّا ... تقدّمتُ أكثر ناحيّة إحدى الورود الحمراء و حاولتُ إنتزاعها من مكانها بحذر محاولة تجنّب أشواكها الحادّة من أن تتسبّب لي بأي خدش ... بعدما قطفتها ، قرّبتُها مباشرة من أنفي و إستنشقتُ رائحتها بعمق لتجعلني بذلك أغمض عيناي أغوص داخل هذا الشّعور اللّين ...
أنت تقرأ
ماثياس | Mathias
Romance" لم أعُد أعلم من أنا حقّا ! إن كانت هذه حقيقتي أم أنّها مجرّد نسخة خلّفتها لي الحياة بعدما استنزفت كلّ ما لديّ ..." "أحيانا قد لا نجد أنفسنا بمجرّد فعل ما نصبو من أجله ... قد يكون لنا سبيل لمعرفة من نكون حقّا بالمجازفة في مُنحدر مغاير لما اعتادته أ...