الفصل الثاني {قيود النار}

1.4K 88 5
                                    



                                         الفصل الثاني

بعد نصف ساعة بدت اليكس ظاهرياً ساكنة مستعدة للانضمام الى الضيوف الذين تجمعوا في الطابق الأرضي. 

دق والدها وساشا بابها وهما في طريقهما الى الأسفل، يحثانها على الإسراع لكن كان لديها سبب خاص لتؤخر دخولها الى الجمع، فطلبت منهما تركها وتريثت حتى وثقت من أن الضيوف جميعهم وصلوا . 

ثم تحركت نحو الباب، تحافظ على هدوء بارد، دون حاجة الى تأمل مظهرها في المرايا العديدة التي تمر بها في طريقها .

عندما وصلت الى غرفة الاستقبال الرئيسية، وقفت امام الباب بانتظار أن يلاحظ أحد وصولها .

كانت الأحاديث تتدفق من ألسنة كثيرة، والعيون الفضولية ترمق ساشا وقيتار الواقفين أمام الباب مباشرة وظهراهما إليها، يحيط بهما نيقولاس الذي تضيء وجهه ابتسامة الأب الفخور ورجل أطول قامة وأنحف جسداً، يرتدي سترة تلتصق بكتفين عريضتين، يظهر تحتها كمان فاتحا اللون يطوقان معصمين أسمرين بنيين. كان شامخ الرأس، واثقاً من نفسه.. فعرفت أنها تنظر الى صاحب الصوت المجهول .

صدرت شهقة دهشة ثم ثانية فثالثة، قبل أن يختفي الحديث ليحل محله الصمت المطبق التفتت الظهور الأربعة معاً لمعرفة سبب الصيحة، فإذا بأربعة أزواج من العيون تنصب على اليكس المتكئة بكسل وعفوية على عضد الباب مرتدية سروالاً عتيقاً، مرفوعاً الى ما فوق الركبة كاشفاً صوفي مخطط بألوان متعددة، ومنتعلة خفاً قذراً بالياً، ولابسة قميصاً برتقالياً زاهياً مكتوباً على صدره بأحرف سوداء ضخمة أنا مجنونة! أما شعرها فقد فرقته عند الوسط ومشطته من الخلف الى الأمام، ثم جعلته ضفيرتين على الجانبين مربوطتين غير مرتبتين تتدليان على كتفيها.

 حدقت في الوجوه المندهشة بغير اهتمام، ثم مدت لسانها بين شفتين مليئتين بأحمر شفاه قرمزي اللون، ونفخت خديها، ثم راحت تنفخ علكة جعلتها بالوناً كاد يلتصق بوجهها ..

صاحت ساشا زاجرة أليكس .. كيف يمكنك فعل هذا؟

وحبست أنفاسها وكأن هذه الأنفاس متعلقة بالعلكة التي توشك على الانفجار .. وحين انفجر البالون التصقت العلكة على فم اليكس، فمسحته ولم تلبث أن مدت يدها الى الغريب المحدق فيها:

أنت الكونت دون شك. كيف حالك؟ أنا اليكسندرا شقيقة ساشا .

*ملاحظة : أليكس هو إسم مصغر من ألكسندرا.

أصابتها خيبة الأمل حين ظهرت التسلية على فمه، قبل أن يضع قناعاً متحدياً على وجهه .. ولم يلبث أن انحنى بأدب فوق  يدها الدبقة ورد بانكليزية لا تشوبها شائبة : 

كيف حالك آنستي .. كلي سرور بمقابلتك .

حين تصاعد الارتباك الى حلقها بلعت لعابها بقوة تبحث بائسة عن كلمات تستطيع فيها اختراق هذا الصمت الكريه... لكنها تلقت الصد من دماغ بدا مقفلاً، ولسان رفض الانزلاق .

[مكتملة ☑] أسيرة الكونتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن