الفصل العاشر (العروس الذهبيةٌ)

1.2K 67 8
                                    


                                                                                   •••

أشرقت الشمس يوم زفافهما براقة ذهبية .. عندما خطت خارج القصر متعلقة بذراع أبيها بدا لها كل شيء يلمع ... وكأنما الفنانون رموا ألوانهم فوق الطبيعة أو الجنيات لوحن بأجنحتهن فوق المباني ناثرين عليها الالماس.

كانت سيارة الكونت الفخمة التي تحمل شعار عائلته على بابها تقف أمام الدرج وحينما ولجتها، قدم لها أحد الخدم يد المساعدة، ثم رتب لها بسرعة الخمار فوق المقعد المخملي ... طالبت السيدة بروماليس بمراسم زفاف تليق بعائلة بيرتاكس .. ففي الأيام الغابرة كما أصرت كانت عرائس اسبارطة حديث كل أوروبا بسبب روعة ثيابهن وعظمة حفلات زفافهن. لذا اهتم بتصفيف شعر اليكس أمهر مصففي الشعر النسائي في المدينة، فبدا شلالاً حريرياً أحمر براقاً، كان قد رُدَّ الى الخلف لينسجم مع الاكليل الذهبي الذي ترتديه عرائس عائلة بيرتاكس، أما ما تبقى من الشعر فجدل بخيوط ذهبية. 

كانت كتفاها عاريتين، وثوبها الذي توارثته العرائس أجيالاً إثر أجيال طويلاً، مضموم الخصر من الحرير الثمين المطرز بخيوط ذهبية .

وانطلقت السيارة نحو الكنيسة مزدانة بشرائط وردية اللون من الساتان والزهور يتبعها صف طويل من سيارات تنقل الضيوف ... لم تكن الكنيسة بعيدة عن القصر .. لكن سيارات المارة أوقفت جانباً، حتى تمر سيارة العروس وسيارات الضيوف وراحت هذه السيارات المتوقفة جانباً تطلق أبواقها تحية.

 فأجبرت اليكس نفسها على رد التلويحات الودية والابتسامات المرحة التي يطلقها المتفرجون المصطفون على جوانب الطريق .. لكن قلبها أخذ يزداد ثقلاً مع مرور الدقائق حتى توقفت السيارة أخيراً أمام الكنيسة وخرج الكاهن فوراً مبتسماً ليستقبلها، فأحست بجسدها يزداد وزناً ... وتناهى إلى أنفها مزيج من عبق البخور الشرقي وأريج الزهور، لكنها رائحة علقت في حلقها مما جعلها تسعل .

كانت خلال الاسابيع التي انصرمت قد أصبحت بليدة الحس، خاملة كل الخمول مشلولة الإرادة.. وكأنما الضغط المشترك ما بين تيغر وقيتار ووالدته وساشا ووالدها حطم لها روحها المعنوية. وحول القطة الشرسة الى حمل وديع . حين دس الكونت خاتماً ثقيلاً في اصبعها شهقت وسحبت يدها دون عمد.. لكن تيغر كان مستعداً لمثل ردة الفعل هذه فأمسك بمعصمها وتابع دس الخاتم في مكانه ثم انتهى الامر وأصبحت والكونت رجلا وزوجته.

بدأ أولاد الكورس يغنون على أنغام الأرغن وراح الضيوف يضحكون ويتحدثون. أما الكاهن فابتسم سعيداً فخوراً بعد أن حكم عليها بالسجن المؤبد.

أحنى تيغر رأسه، وقبل أن تستطيع الحراك قبل عروسه وتمتم :

فليدم زواجنا الى الأبد حبيبتي !

[مكتملة ☑] أسيرة الكونتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن