الفصل الحادى عشر (تنفيذُ الوعد)

1.1K 69 33
                                    



هل استيقظت يا عزيزتي ؟

قاومت اليكس نعاسها ثم هبت من نوم كانت تحلم فيه بأن طائراً مفترساً كبيراً يحوم فوق سريرها. فحدقت دون وعي في الشكل الضبابي ،أمامها تدفع عن نفسها الذعر المتصاعد، لكن خوفها لم يخف حين برز أمامها وجه تيغر بوضوح، رأسه الأسود تحيط به هالة حادة من كرة الشمس الضخمة التي تنزلق ببطء وراء النافذة. 

تنامين كالطفلة !

في صوته تسامح وتدليل وكأنه صادر عن أب.. لكن نظرته على بشرة كتفها العاجية لم تكن هكذا. مما جعلها تدرك فجأة أنها لا ترتدي سوى الثياب الداخلية .. فاحمر وجهها.

 وتحمرين خجلاً كطفلة كذلك .. طفلة منقلبة متحررة ومتزمتة في آن.

لست متزمتة

وجلست بحدة لتبرهن ..كلامها أنزلت ساقيها النحيلتين عن السرير، ثم وقفت تبحث عما يحميها من نظراته ولو كان رقيقاً .

مد يده مبتسماً إلى مبذل مشمشي اللون كان على أسفل الفراش ثم قال وهو يرفع حاجبيه :

أهذا ما تفتشين عنه ؟ لا أرى ضرورة له .. فالطقس مايزال دافئاً

كانت حرارة الغرفة لا تطاق ورغم ذلك انتزعت الروب من يده وكأنها ترتجف من برد الشتاء، فلفته حولها، ثم سألت كيف دخلت الى هنا؟ وماذا تفعل في غرفتي؟ كان عليك من قبيل اللياقة والأدب أن تدق الباب.

جلس على طرف سريرها ينظر ببرود الى محاولاتها المتعثرة لاقفال أزرار ياقة المبذل .

دعيني أساعدك .

أجفلتها حركته السريعة، فقد تخلى عن استلقائه على مرفقه وقفز برشاقة حتى أصبح الى جانبها دون جهد.. فارتدت مرتبكة لكنها وجدت صعوبة في أن تقول له بشيء من السلطة، أي شيء خاصة بعد أن راحت أصابعه تعبث بالازرار ... لكنها تمكنت من القول بعد أن انتهى:

أتتفضل بالمغادرة الآن.. إياك أن تدخل غرفتي مرة أخرى، دون إذن مني !

لكنه رد عليها بسخرية أغضبتها

إذا منعتني من الوصول الى غرفتك، فكيف سأقوم بواجباتي؟.. إذا كنت ترغبين في خدمات الصاحب فعليك أن تتحملي وجودي إنني الآن أحضر لك الحمام، وسأساعدك على تسريح شعرك .. انظري بنفسك ....

وفتح باب الخزانة وراءه، فبان صف من الفساتين المرتبة ترتيباً دقيقاً .. وتابع: ... لقد أخرجت لك الثياب من الحقائب والآن سأحضر لك الحمام وفي الوقت الذي ستقضينه في الحمام أكون قد وضعت اللمسات الأخيرة على العشاء الذي حضرته أثناء نومك، تعالي الآن يا صغيرتي .

أمسكت أصابعه السمراء بوجهها :

أن تعترفي بأنني أفي بالالتزامات التي تخصني من الاتفاق .. وحرماني من دخول غرفتك سيدل على أنك مترددة في الايفاء بوعدك، وقد يشجعني ترددك هذا على الاعتقاد بأن دور الزوج المتوحش يروقك أكثر !

[مكتملة ☑] أسيرة الكونتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن