الفصل الثامن (سأكون لك)

1.1K 69 0
                                    


أعطيت عند الساعة الخامسة من الصباح التالي، وعاء فيه ماء وقطعة مربعة وسخة أطلقوا عليها اسم منشفة إضافة الى قطعة صابون كريهة الرائحة ارتجفت اليكس من القرف ورمت الماء فوق وجهها ومسحت عينيها اللتين لم تذوقا طعم النوم جيداً. بعد أن جففت وجهها بالمنشفة مشطت شعرها بأصابع مرتجفة، متمنية استعادة مشطها من الحقيبة التي صادرها الشرطي ...

أنعشها غسل وجهها ويديها فجلست على حافة البنك الخشبي تحس بالجوع وبالغثيان في الوقت نفسه ... وكان هذا أفضل لها، فحين وصل الفطور نظرت الى القصعة المعدنية التي تحتوي على طعام بني اللون غير معروف لها، ودفعتها جانباً.. وجلست تراقب الشمس في تصاعدها من خلال النافذة الصغيرة المرتفعة لكنها لم تلبث أن اختفت عن ناظريها تاركة الزنزانة مرة أخرى أكثر ظلاماً وتجهماً ...

رفض الشرطي العابس الوجه الاصغاء الى توسلاتها حتى تتصل بوالدها. فبعد غياب ليلة كاملة لا بد أن الجميع قلق عليها .

لم يكن لديها فكرة عن الوقت لكنها تلقت وجبة أخرى رفضتها كذلك، قبل أن تسمع صليل مفاتيح، ووقع خطوات مستعجلة وصوت مستنكر غريب اللهجة لكنه مألوف وهو يصيح في وجه شخص سيء الحظ.

قفزت واقفة وتقدمت الى الأمام، حتى يستطيع تيغر القادم، رؤية منظر جسد خائف متقوقع وراء القضبان.

- افتح الباب !

وانتظر بوحشية وهو يرى الحارس المرتعش البدين يتعثر في هذه المفاتيح كلها. وعندما انفتح الباب فتح تيغر ذراعيه واستقبلها .

كان اندفاعها الى ذراعيه بالنسبة الى اليكس طبيعياً بل أكثر من طبيعي. فقد طارت من باب الزنزانة ورمت نفسها بين ذراعيه المفتوحتين دافئة وجهها في كتفه، مرتجفة فاشتدت ذراعاه حولها بدائرة حامية. ومسحت شفتاه جبينها وهو يتمتم بجمل حنونة تبعث الاطمئنان واساها حتى توقفت عن الارتجاف ثم اقتادها عبر الممر وهي ما تزال ملتصقة به، فارتقيا الدرج الى ضوء الشمس الساطع في مكتب مركز الشرطة الرئيسي. سمعت لغطاً كثيراً وخطى متسارعة، ونقاشاً حاداً .. لكنها أبقت رأسها مدفوناً في كتف تيغر، تخجل من دموع الضعف التي بللت وجهها.

راح صوت فيه سلطة يحتج :

سيدي .. كيف لنا أن نعرف؟ كانت الفتاة تتجول في الشوارع وحيدة، في وقت متأخر .. وقد أحدثت شجاراً في مقهى عام ... فاستدعينا الشرطة .. ماذا تريدنا أن نظن؟ لم يكن لدينا بديل عن توقيفها !

لم يرفع تيغر صوته. نمر اسبارطة لا يزار أبداً.. إنه وحش دون أنياب ... لكنه قال لهم ببرود يسكتهم

 يكفي! سأعود إليكم فيما بعد.

أحست حتى اليكس المنتقدة بالغضب المكبوت في كلماته المختصرة الحادة، وأحست بالتعاطف مع الرجال الذين صمتوا بقلق، لا يقطعه إلا وقع أقدام حزينة، وسعال محرج.

[مكتملة ☑] أسيرة الكونتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن