الفصل الثالث {قيود النار}

1.3K 89 12
                                    

الفصل السابق...

بعد التلوي مع آلامها وعذابها بسبب هزيمتها، اعترفت لنفسها بعد ساعة بتلك الهزيمة.

نظفت وجهها ووضعت مسحة خفيفة من الزينة، ثم سرّحت شعرها وأعادته كقبعة جميلة فوق رأسها .. ثم اختارت فستاناً رمادي اللون لا يزينه سوى ياقة بيضاء وجلست قرب النافذة تنتظر حتى دقت خادمة الباب. 

التكمله:

تعلمها بأن الكونت ينتظرها في مكتبته .

ما إن دخلت حتى وقف الكونت ثم دعاها الى الجلوس وتريث قليلاً حتى استراحت، ثم عاد الى مقعده. 

- قال لي والدك إنك ترغبين في الحديث معي آنستي ! 

لاحظت نظرة عميقة في عينيه السوداوين، والتواء ساخراً يرفع طرفي فمه .. كان أنفه المستقيم كحد السكين وكأنه أمير إغريقي.. لكنها كرهت هذا التنازل العطوف، ولم تثق بالرياء المنافق خلف قسماته الشرقية السمراء التي ربما ورثها عن أسلافه .

-تبدين مختلفة .. لا أكاد أصدق أنك ذات الفتاة التي إلتقيتها هذا المساء، فأنت في الواقع فاتنة ...

 أحست بالانزعاج من اطرائه، لكنها أجابت: 

- والدي يجدني مدينة لك باعتذار .

ابتلع كلامها الوقح ثم ابتسم : 

- قد يظن والدك هذا .. لكنك على ما يبدو لا توافقينه رأيه!

احمر وجهها وهي تشعر بنبرته مشبعة بالتوبيخ، ثم قفزت

أنا آسفة إذا بدا كلامي فظاً. سيدي .. أرجوك .. اقبل اعتذاري لما سببته من إحراج لك ولضيوفك . 

وارتدت على عقبيها خارجة، لكن طلبه الهادىء الرقيق منعها :

أرجوك لا تذهبي آنسة .. فأنا مثلك .. أعتبر الاعتذار غير ضروري ... على كل الأحوال هناك أمر آخر أود أن أبحثه معك فهلا أعطيتني بضع دقائق من وقتك؟

عادت الى مقعدها ،دهشة لكنها جلست هذه المرة على حافته قلقة كعصفور دوري مرتاب من دوافع القطة المتسللة.

قدم لها علبة سجائر ،فضية ثم سحبها حين رفضت

النساء في بلادي لا يدخن عادة، لكنني أعرف أن الاميركيات يحببن السجائر . . وأعتقد أنك إحدى أولئك النسوة المتحررات المؤمنات بوجهة النظر الحديثة القائلة إن المرأة حرة في اتباع هواها حتى ولو كانت هذه الحرية على حساب النساء الأقل حرية. 

- لماذا تتلاعب بالكلمات سيدي؟ إذا ظننتني أنانية لأنني اخترت تجاهل أفكار أبي القديمة الطراز رافضة الزواج قبل شقيقتي الصغرى، فلماذا لا تلج مباشرة الى صلب الموضوع؟ لكن قبل أن تتطرق إليه ، أحذرك أولاً بأنك ستهدر وقتك سدى، فلست أشعر بالذنب لأنني اخترت مهنتي لو كنت محل ساشا لتزوجت، سواء أرضي والدي أم لم يرض، لكن العائق الذي منعهما كان تردد قيتار في مخالفة رغبات أبي، وهو ما تردد إلا رغبة منه في عدم اغضاب أبي وذلك لأنه أن يحرمه من ثروة كورديس .

[مكتملة ☑] أسيرة الكونتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن