الفصل الرابع عشر (بينَ دفتي الجحيمْ)

947 62 4
                                    


                                                                    •••

مضى تيغر أمام خيبة أمل الخادمة ماريكا، يقلب طعامه عند العشاء بنكد. فقد أملت أن يحمل . معه هذا المساء تغييراً ما في تصرف العروسين حتى يبدأ شهر عسلهما الفعلي. أشار برأسه إليها فسارعت الى سحب الطبق من أمامه ثم سألت بنزق: 

هل أقدم الحلوى سيدي؟

عفواً أوه.. لا .. لا أريد شيئاً شكراً لك ماريكا ...

ثم وكأنه تذكر أنه ما عاد وحيداً، فأضاف:

ماذا عنك اليكس.. هل تريدين تذوق ما تصنعه ماريكا من لذيذ الأطعمة؟

شمخت ماريكا بأنفها غروراً. لكنها لم تلن أمام مظهر الكونتيسة الشاحب، ووجهها النعس ... فمن وجهة نظرها أن الكونتيسة خرجت في أيام من طور الطفولة الى طور النضوج، من برعم منغلق الى زهرة متفتحة تنتظر من يقطفها .. إلا أن الكونت، كما يبدو، لا يلاحظ هذا ... أهو أعمى؟ أم أنه لا يرغب في الرؤية؟ 

ابتسمت اليكس معتذرة للخادمة المنتظرة بقلق .

آسفة .. أنا واثقة أن الحلوى التي حضرتها رائعة يا ماريكا .. لكنني لا أستطيع تناول لقمة أخرى.

 وقال بأدب دون أن يعبأ بزوجته التي فقدت شهيتها.

 بما أننا اكتفينا فلنذهب .

تمتمت ماريكا وهي تراقبهما يصعدان الى السيارة - 

اكتفينا ! .. المكتفيان لا يحبان ... إنهما ينفضان السُأم عن نفسيهما !

لكن السُأم لا مكان له في علاقة كعلاقتهما .. فالتوتر بينهما ملموس تقريباً.. وكأنهما معاً يخوضان في محيط لا قرار له ! لكن السؤال الذي طرحته اليكس على نفسها بحدة كان لماذا أشعر بهذا الألم؟ لماذا يزعجني ألا يراني جذابة؟ ولم الاهتمام؟ مادمت سأتركه في أول فرصة تتاح لي. تذكرت اليكس مرة أنها في طفولتها تشاجرت مع ابنة عم لها بصدد لعبة انتزعتها منها الفتاة.. فقالت الأم ببرود:

 أخشى أن تكون اليكسندرا مدللة قليلاً .. فهي تشتهي كل ما تحرم منه !

أيكون استنتاج تلك العمة صحيحاً؟ حين حاول تيغر أن يضع علاقتهما على سكة حميمة، قاومته بازدراء.. فهل تشتهي الآن تلك اللعبة التي حرمت منها أترغب في اهتمامه لأنه صدها؟

حين تجاوزت السيارة الكازينو، التفتت نحو المبنى الذي يضج بالمرح.. فقال وكأنه يرد على سؤالها :

الوقت مبكر قليلاً . إن غرف الالعاب مفتوحة، لكن الأجواء غير مناسبة الآن ثمة نادٍ ليلي غير بعيد عن هنا، فيه استعراض جيد.. سنقضي ساعة أو ساعتين فيه قبل أن نعود الى الكازينو .. ما رأيك؟

تمتمت وقلبها يخفق :

- أقبل بكل قرار تتخذه.

ثم التزمت الصمت تخوض حرباً داخلية ضد مشاعر معقدة لم تستطع منعها .

[مكتملة ☑] أسيرة الكونتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن