• ملاحظة: الدُّوطة هو ملكية أو هدايا أو أموال يمنحها الوالدان عند زواج الابنة
مر على وجودهما في الفيلا ثلاثة أيام، لم يحدث فيها أن ذكر تيغر ما يشير الى الليلة الأولى وكان قد عاد يعاملها معاملة الأب المتسامح. احترم رغبتها في أن تكون وحدها وما اعترض البتة حين كانت تختفي بسرعة بعد الفطور مباشرة قاصدة الممر الموصل الى الشاطىء، حيث كانت فيه تستكشف المغاور الصغيرة، وتفتش عن الأصداف النادرة أو تجلس ساعات ترفس قدميها في مياه البحر الدافئة.
لكنها أحست أخيراً بالإرهاق وبدأت العزلة تؤثر فيها. لذلك فاجأته اليوم ببقائها مدة أطول على مائدة الفطور حتى سألها باستغراب
وكأنك حائرة .. ألم تخططي لشيء اليوم؟
ليس في الواقع .. سأنزل الى الشاطيء فيما بعد.
لماذا لا تنضمين إلي للسباحة في البركة.. وبعد الغداء قد نخرج الى نزهة؟
ارتجفت اضطراباً، الدعوة العفوية التي أطلقها لم تكن تحمل إلحاحاً وكأنه لن يكترث إن قبلت أم رفضت لذلك كان قبولها الدعوة عفوياً :
- سافعل ...ربما...
بعد وصولهما الى الفيلا بيوم جاءت خادمة من القرية المجاورة لتقوم على خدمتهما يومياً، دون أن تبقى ليلا، ظهرت في تلك اللحظة تحمل صينية عليها إبريق كبير من عصير البرتقال البارد، وطبق من البسكويت باللوز. فابتسمت اليكس بسعادة :
شكراً لك ماريكا، اتركي الصينية على الطاولة، سأصب الشراب عندما يكون السيد جاهزاً .
ردت ماريكا الابتسامة وانحنت تأدباً .. لكن أساريرها بعد أن ابتعدت اكتست التعجب فزوجة السيد شابة جميلة منذ ثلاثة أيام تنام وحدها في غرفة منفصلة وهي الى ذلك منذ ثلاثة أيام أيضاً تتجول وحدها تاركة زوجها في الفيلا... فكيف يعمر الأميركيون بلادهم بالأولاد إذن؟
لم يصدقها زوجها حين أخبرته وقد قال لها دهشاً
لا .. لا .. الكونت رجل نشيط، لن يقبل بحياة العزوبة خاصة في شهر عسله ..! تهللت أسارير ماريكا .. إنهما اليوم مازالا معاً، ولم يفترقا .. لربما الليلة إذن...!
تمددت اليكس على مقعد النوم الطويل عند حافة بركة السباحة تراقب تيغر يشق طريقه عبر المياه الزبرجدية اللون اجتاز البركة حتى الآن بضربات ما يزيد عن عشر مرات وماتزال حركاته قوية وكأنه قادر على الاستمرار هكذا أجيالاً. خرج تيغر من الماء ووقف متمايلاً على حافة البركة، يحرك عضلاته، بينما الشمس تجفف الماء عن بشرته البنية التي جعلتها أشعة الشمس بلون الجوز، فأشاحت بوجهها عن جسده المفتول، تتساءل كيف أساءت الحكم عليه يوماً فحسبته قطاً لا أنياب له فلهذا النمر الذي لا زئير له أنياب .. أنياب عضت بكل لطف لحمها وبعثت فيها نشوة الألم. جرى الدم حاراً في وجنتيها وهي تتذكر ما حدث فمدت يدها الى إبريق عصير البرتقال على أمل أن يمرّ احمرار بشرتها دون ملاحظة .. لكن لا شيء مما تفعله قد يغيب عن عينيه الثاقبتين .
أنت تقرأ
[مكتملة ☑] أسيرة الكونت
Romance"- بعض الناس، يا أنسة، يرون ما يرغبون في رؤيته فقط .. وأنت حاولت تقليد الرجال لكنك تحولت إلى فتاة أنانية سيئة الطباع، لن تجد من يتزوجها بسبب لسانها السليط .. - أنت تتهمني بالأنانية، سيدي الكونت، وسأثبت أنك منافق كاذب .. أنا مستعدة للزواج ولكن شرط أن...