الفصل الرابع {المرأة النمر}

1.3K 80 14
                                    



خيط فستان عرسها، كما قيل لها، يدوياً منذ ما يزيد عن قرن وذلك على يد راهبات من دير شهير. كان الاكليل الذي سيوضع لتثبيت الخمار العاجي اللون من الذهب الخالص المشغول يدوياً بشكل نبات متعرش مجدول.

جربت اليكس ارتداءه بنزق ثم نظرت نظرة سريعة الى صورتها في المرآة. 

تمتمت بعدها:

ـ إنه يظهرني كنيرون الحقير !

 هزت رأسها بحدة جعلت أطراف الاكليل تغرز في جبينها وصاحت لصورتها في المرآة:

كيف سمحت لنفسك بالوقوع في مثل هذا الفخ أيتها الحمقاء ! لا بد أن تحديك قد لاح له من السماء كالمن الذي نزل على بني اسرائيل .. فما الذي دفعك لقبول خداعه؟

عندما سمعت وطء أقدام تدنو من غرفتها، انتزعت الاكليل ورمته على الفراش. كانت تحدق من النافذة حين دخلت ساشا .

-تحدثت مع تيغر الذي يود رؤيتك في أسرع وقت ممكن .. وقد قلت له بالطبع إنك ستأتين إليه حالاً .

 لم تشح اليكس بصرها عن النافذة، بل ردت ساخرة: 

وهل قلت هذا؟ عجباً .. لماذا ظننتني قد أترك كل شيء  من يدي وأهرع لألبي طلب الكونت؟ 

هزت ساشا كتفيها حانقة :

لأنه الكونت كما أعتقد ولأن من حقه أن يكون له درجة خاصة.

هذا رأيك أنت. أما أنا فأخالفه لأن طبيعة هذا الرجل فارغة ،كجيبه وكلامه بلا معنى كلقبه أما شرحت لك ولوالدي الطريقة المخادعة التي اعتمدها لأوافق على أن أكون زوجته؟ وإذا أصرّ على مطالبتي بالوفاء بوعدي، فسأجعل حياته جحيماً .. وقبل مرور بضعة أشهر سيكون جاثياً أمام أبواب الكنيسة طلباً للطلاق وسعياً وراء حريته.

سارعت ساشا بابتهاج الى السرير والتقطت الاكليل الذهبي الذي سيكون اكليل شوك لأليكس.. وابتسمت برضى

 تستحقين هذا تماماً،  لقد زججت نفسك في هذا ا المأزق وأنا من الناس الذين لن يتعاطفوا معك .. لقد حذرك أبي في مرات عديدة من لسانك الذي سيوقعك في ورطة لن تستطيع قدماك جرك منها. وها قد حدث لك ما تكهن به 

احتجت اليكس بعنف :

كنت أحاول اثبات نفاقه وكيف لي أن أعتقد أنه سيجرني أمام أقاربه جميعاً، ليعلن بكلام مبالغ فيه أنني وعدته بأن أكون له زوجة يا له من مخلوق وقح.

أغلق تفكيرها أبوابه على ذكرى الكابوس الذي مر بها مساء البارحة لكنها تابعت:

كان يعلم أنني لا أريد أن أتزوجه، ورغم ذلك لم يترك  لي فرصة لا تراجع عن وعدي الأحمق!

 ابتسمت ساشا ابتسامة القطة الراضية :

ولن يترك لك الفرصة. في الواقع .. لا أظنه يرغب في الزواج أكثر منك .. لكنه يضع مصلحة قيتار نصب عينيه .. لقد وضع تيغر على عاتقه مسؤوليات لا يهملها أبداً. وهو يشعر لأنه على رأس عائلة بيرتاكس بأن عليه حل مشاكل أفراد عائلته ولو كان على حساب نفسه. إن رجلاً كهذا لنعم الزوج يا أليكس.. وهو أفضل بكثير مما تستحقينه .

[مكتملة ☑] أسيرة الكونتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن