هادئ كالنّسيم ..
كزهور اللافندر التي في حديقة جارهم السيد توماس ..
يجلس بوقار خلف مكتبه المطلّ على الحديقة الخلفيّة لمنزله الأنيق ..ليوناردو ..
يبلغ من العمر 31 عامًا ..
الابن الأول لعائلته المتشدّدة في تقاليدها وعقيدتها ..
الأخ الأكبر لإخوته الثلاثة ..
والوحيد الذي امتثل لرغبة والده في دراسة تخصّص الصيدلة ..
على الرغم من رغبته بأن يكون كاتبًا !
وواعد الفتاة التي اختارتها والدته وتزوّجها بعد ذلك مرغمُ غير مخيّر لمصالح عائليّة !ليوناردو الهادئ بكلماته وبأفكاره ..
حتّى نظراته التي تعطي ذلك الانطباع لكلّ من يتحدّث معه أنّه خارج حدود هذا العالم ..
وربّما ظنّه البعض أنّه بارداً ولعيناً لا يهتمّ ..
لكنّه في الواقع رقيقٌ وحسّاس وينضح بالحنان ....
" ليوناردو !! "
صوت صاخب تغضّن له جبينه ..
ترك قلمه جانبًا ورفع عينيهِ نحو الزهور والمزروعات في الحديقة ..
ثمّ شدّ نفسًا عميقًا لصدره حين سمع الاقتحام المعتاد لمكتبه ..
واستطاع تخيّل ملامح الغضب والاستياء التي تملأ وجهه صاحبة الصوت !" ألا تسمعني أيّها اللعين ! "
بلّل شفتيه واستدار وهو لا يزال جالسًا على كرسيّه يومض بعينيهِ الناعستين ..
كان يراها تقف في حالة استعداد تام للهجوم عليه ..
بملابسها الغير لائقة وشعرها المبعثر وعينيها الملطّخة بالكحل !
اندفاع العبارات المؤذية ، سيل التذمّر والانتقادات اللاذعة ..
تأمّل ليوناردو ذلك الفم الذي يطلق الشتائم بنظرة فارغة ..
بصمت .. بهدوء مُطلق !ذات المشهد يتكرّر في عدّة صور ولمواضيع لا تُعدّ ولا تُحصى !
كان يدور في عقله سؤال واحد فقط ..
كيف له أن يكمل حياته بهذا الشكل ؟
وسرعان ما قاطع أفكاره ذلك الطّيف الصغير الذي يقف خلفها ..
ذلك الوجه الصّغير الغير واعٍ لهذهِ المهزلة ..ارتعش قلب ليوناردو داخل صدره مما أعاده للواقع التعيس من حوله ..
" أنتَ تتجاهلني كعادتك !! "
صرخت بذلك عندما رأته يستقيم ولا ينظر لها ..
" أنتَ تعلم أنّك تصيبني بالمرض ؟ "
وحين أصبح ليوناردو محاذيًا لها اعتصر ذراعها ينظر لعينيها ويهمس بغضب لا يناسب ملامحه الهادئة :
" أخفضي صوتكِ .. أخفتِ الصّغير .. "ضحكت بتهكّم تنفض يدها عنه بشراسه وقالت :
" وهل تهتمّ لأمرهِ حتّى ! "
تنهّد ليوناردو مقترباً من الصّغير المختبئ خلف اطار الباب بعينين مرتبكتين ..
وأخفض جسده ليصل لمستواه ويبتسم بحبّ لوجهه المنتفخ من النّوم ..
" آيدن .. صغيري أنتَ جائع .. "
أومأ الصغير بهدوء ليستقيم ليوناردو ويمسك بكفّ الصغير الناعمة ويسير معه نحو المطبخ ..
أنت تقرأ
Abnormal love !
Fanfictionمدّت هاتفها نحوه وقالت بلهجة آمره : " رقم هاتفك ! " نظر ليوناردو للهاتف في يدها ومن ثمّ إلى وجهها الذي يبدو واثقًا تمامًا أنّه لن يرفض ذلك وقال : " عفوًا ! " قصّة حب غير عادية بين شخصين مصابين بجروح ماضٍ عميقة !