(18)

152 13 0
                                    






.






.





.





-٢-

كان ليوناردو يراقب المشهد من أمامه ولم يدرك كم كانت ابتسامته نابعة من أعماق قلبه !
حتّى آيدن يبدو متعافٍ تمامًا بين يديها ..

" اشتقت لك كثيرًا آيدن ! "
همست بذلك وهي تقبّل وجنتيّ الصغير قبلًا متعدّدة ..

أحاط آيدن عنقها بذراعيهِ وقال بضحكة جميلة :
" أنا اشتقت لكِ .. بابا يقول أنكِ ستأتين وأنا أنتظرتك .. "

" اووه حبيبي .. أنا آسفة .."
شدّت احتضانها له واستدارت تنظر نحو ليوناردو الواقف بهدوء ..
ذلك الهدوء الذي اشتاقت له ، وهالته التي تغمر حواسها بالدفء ..

كانت الشرارة التي لمعت في نظرتهما محسوسة ..
وكأنّ سطلًا من الماء البارد انسكب على كليهما !
اقتربت منه وقد تخاذلت خطواتها عندما قال بصوت حميمي :
" أنتِ هنا .. "

عضّت باطن خدها تدعو الله سرًا أن لا يسمع نبضها الصاخب وهمست :
" نعم .. "

رفع يده يدسّ خصلة من شعرها المتمرّد عن ملامح وجهها الجميلة خلف أذنها وهمس :
" لماذا لم تصعدي للمنزل ؟ "

أربكت أناملة الباردة سور دفاعاتها فتخضّبت وجنتيها احمرارًا لطيفًا لكنّها برّرت :
" ظننت أنّ الوقت مبكّر .. "

ابتسم يعيد يده لجيب معطفه وينظر للشارع من حوله قبل أن يقول :
" وقرّرتِ الانتظار هنا .. في الخارج ؟ "

كشّرت بملامح لطيفة لأسلوبه المستفزّ والذي حنّت له كثيرًا وقالت :
" كنت سأتصل بك .. "

همهم يومئ باستفزاز وقال :
" ولكنّك لم تفعلي ! "

" ليو ! "
ضحك أخيرًا لنبرتها المتذمّرة واقترب منها يقبّل جبينها ..
رفرفت خلاياها عندما شعرت بشفتيه على عريّ بشرتها ونسيت كيف تستردّ أنفاسها المسلوبة !
رمشت عينيها عند رؤيته يبتعد عنها وتلقائيًا أخذت شفتها السفلى بين أسنانها ..

اللعنة !
هكذا صرخ عقل ليوناردو حين رأى أثر فعلته على وجه لورا ..
ولولا وجود آيدن بينهما لكان له حديث آخر مع تلك الشفتين !

Abnormal love !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن