لا السيفُ يفعلُ بي ما أنتِ فاعلةٌ،
ولا لقاءُ عدوَّي مثلَ لُقياكِ،
لو باتَ سهمٌ من الأعداءِ في كَبدي،
ما نالَ مِنَّيَ ما نالتْهُ عيناكِ._المتنبي
________________________
ما زلتُ عالقًا في الماضي، في الألم الذي لا ينتهي، يراني الجميع أبتسم، بينما أنا مُحطم تمامًا، أحلامي سقطت منها الحاء وتحوّلت لآلام، يهجرني الجميع فجأة ودون وداع، ظللتُ أبكي وحيدًا لسنوات حتى أصبحتُ لا أُبالي، أصبحتُ خامدًا غير مكترث لِما يحدث، مُصاب بالاكتئاب منذ خمس سنوات وأُؤذي نفسي ومَن حولي، حاولت أن أتأقلم وفشلت، حاولتُ أن أستمتع لكني لم أعُد أشعر بلذة أي شيء، حاولتُ أن أندمج ولم أستطع، في حين كان أكثر مَن أعرفهم مُغرمون بالعيون، يكتبون قصائدَ لها، يسمعون الأغاني التي تتغزل بها، يرسمونها.. كنتُ لا أرى بها ذلك الإلهام الذي يجعلني أتحرك، ذلك الإلهام الذي يجعلني أُبدع، مللتُ مما يُحبُّه جميع الناس، الملفت للجميع لا يجذبني ولا يروق لي.. كثرة الخيبات جعلتني لا أشعر، أحلامي تحطَّمت وحطمتني معها، علاقاتي التي انتهت أذتني بشدة، بالتأكيد تعرف معاناة شخصٍ يملك عقلًا لا يتوقف عن التفكير، شخصًا يُلقي اللوم على نفسه دائمًا، قد تسخر من عبثيتي وكئابتي، لكن إلى متى؟ إلى متى سأظل أستيقظ على هذا الصباح الكئيب؟ إلى متى سيظل ينظر إليّ الناس بهذه النظرة الدونية والاستحقار، أشعر أن العالم في سباقٍ شرس، وأنا ما زلتُ واقفًا في مكاني لا أتحرك.....هذا كان حديثه لنفسه كل يوم لن يمل عن الثرثره بهذا الحديث لكل له عذره فقد شَهد مأساه لم يقوي على تحملها احد.
"موسي ابراهيم الحاوي":
شاب في أواخر عمره العشرين يتميز بالبشره القمحيه التي تميل للداكن وعيِناه بندقيتان ثاقبتان يمتلك شعر اسود كثيف طويل القامه عريض المنكبين وقوي البنيان طوله يبلغ ١٨٩ سم يعيش مع زوجه والده وشقيقه الصغير بعد وفاه والده منذ أن كان صغيرا وهذا الحادث المأسوي أثر في تكوين شخصيته التي باتت حزينه وتحب الوحده والجلوس بمفردها يعمل بهندسه الميكانيكا ولديه ورثه خاصه به تسمي "الحاوي" على لقب عائلته حاد الملامح لكنه يملك من الطيبه ما يفيض لاحبته.شُتت تفكيره وتركيز عندما طرقت والدته الباب عليه لتخبره بانهاء تجهيز الطعام وقد اوشك علي الرفض مثل كل مره تقول له ان يأكل معهم.
نطقت "أيمان" بعدما طفح بها الكيل من تصرفات ابنها:
_هتيجي تاكل يعني هتيجي تاكل وانا مش بأمرك انا بقلك اللي هيحصل وبعدين اخوك الصغير قاعد برا ومستنيكي تأكله سوا مش معقول هتسيبه وتقعد في وسط الگأبه دي اللي حصل حصل وحزنك ووحدتك دي مش هترجع اللي فات فوق لنفسك وشوف شغلك اللي راكنه من ساعت اللي حصل والله لو كل واحد هيقعد يبكي ويندب حظه على الي راح عمر ما حاجه هتتصلح في ام المخروبه دي.
صمتت عندما لاحظت تغيير تعبيرات وجهه من الحزن الي الألم الي الغضب الي البرود.نظر لها ببرود تام وقال "موسي" :
_خلصتي اللي عندك اقفلي الباب وراكي ومحدش هيمشي كلامه على ابن الحاوي سواء كان مين ولو طلعت هطلع بمزاجي واظن انك مش مستفيده بطلوعي حاجه وفين الحنيه والخوف دولا من زمان ولا ضميرك صحي فجأه.
اخذ مفاتيح سيارته ثم غادر من المكان بأكمله ونظرت في مكانه بحيره وألم فكل ما قاله صحيح هي ساهمت بعامل كبير لبناء تلك الشخصيه البارده المستفزه الحزينه أيضا والقويه ولكن ما داعي للندم بعد فوات الأوان.
____________________________
في مكان آخر في حاره العزيزيكانت تجلس هي تمشط شعر شقيقتها الصغيره وهي تقول لها بحنيه ولطف:
_كدا يست قدرٍ سرحتلك شعرك اي خدمه بقا وعملتهولك ديل حصان زي ما بتحبيه عايزه المقابل بقا.
نظرت لها الطفله بفرحه وحماس:
_شكرا اوي يا "صُدفه" ودا المقابل اهو.
اعطتها الطفله قبله على وجنتيها فابتسمت برضا وحب على شقيقتها التي طالما تسعدها وتبدل حزنها الي فرحه.
"صُدفه اسماعيل الحسين"
فتاه تمتلك من العمر ٢٢عاماً تتميز بالبشره الخمريه الجميله التي تزيدها جمال علي جمالها شعرها بني داكن ينسدل على ظهرها يميل إلى الأسود ولديها عينان سودويتان يفيض منهم الحب والحنيه قصيره القامه طولها ١٦٣ سم تعيش مع شقيقتها الصغيره وعمها التي طالما عاشت الكوابيس بسببه وبسبب جشعه وطمعه في ورث أخيه وطمعه أيضاً في بنت اخيه الذي يريد أن يزوجها لابن عمها قهرا حتى ينتقل الورث بأكمله لابنه ومن ثم له ولكن من يدفعه ويقف له بالمرصاد هو خالها "عثمان الطنطاوي" الذي يعوق امآله في زواج ابنه لبنت أخيه ماتوا والديها في حادث مأسوي لم ترى النعيم بعد ذلك الحدث فكثرت الصفات على وجهها من آن لاخر حتى استقر بها الحال بالسكن في شقه خالها "عثمان" حتى تبعد عن شر عمها وابنه تعمل سكرتيره في مكتب البريد الإلكتروني وهذا العمل يسد شيئا من احتياجتها التي يتكفل بها خالها الذي طالما كان الأمن والأمان لها هي وشقيقتها.
انتهت "صُدفه" من عملها متاخره غير العاده فكانت الشوارع بأكملها مظلمه حاولت تشغيل ما يدعي "الفلاش" في هاتفها لكن لسوء الحظ هاتفها نفذت منه البطاريه جلست ترتل آيات بالقرآن الكريم لعلها تساعدها في الوصول لشقتها من دون أي مخاطر.
شعرت بصوت أنفاس لاهثه تقترب منها وقبل ان تبدي اي رده فعل شدها ذلك الشخص وكمم فمها بيده حتى لا تصرخ وسمعت الصوت الذي تريد ان يختفي من حياتها سمعت صوته يقول :_اهدي يحلوه انا حسين ابن عمك
وابتسم بغَتته:_وجوزك قريب انشالله قولي امين.
استغلت انشغاله بالكلام ومن ثم اخذت حجر كان بجانبها وهي مكبله ومن دون أي تفكير بعواقب ذلك الأمر ضربته بتلك الحجره على رأسه بكل قوتها لينزل من رأسه السائل الاحمر يغرق قميصه:
_انتي مجنونه؟؟ انتي عارفه انتي عملتي اي انا مش هسيبك.
لا تمتلك شيئا للدفاع فكيف ستهرب من ذلك المصير المحتوم.
____________________________
#يُتبع.
#صُدّفْـهٍُ نادّرهٍ.
#الفصْـل الاولّ.
______________________________
أنت تقرأ
صُدفه نادِره "جاريِ تـعَديل السردْ".
غموض / إثارة"ضَائِعٌ بَيْنَ شَتَاتِ مُعْرِكِهِ كُنْتُ انَا الْخَاسِرَ فِيهَا بَيْنِي انًّا وَ انَا وَلَمْ يَخْسَرْ غَيْرِي انَا" "كَانَتْ فِرَاشُهُ تَُحْلِقُ فِي السَّمَاءِ فَقَصُّوا اجْنَجْتَهَا حَتَّى تَعْرُجَ وَتَتَمَسَّكَ بِحِبَالِ ذَائِبِهِ لِتَرْجِعَ كَ...