صُدفه نادِره "جاريِ تـعَديل السردْ".

6_تـلاقـتِ الأعـُيـنِ مُـجددًا.

بَكى صاحِبي لَمّا رَأى الدَربَ دونَنا
وَأَيقَنَ أَنّا لاحِقانَ بِقَيصَرا

فَقُلتُ لَهُ لا تَبكِ عَينَكَ إِنَّما
نُحاوِلُ مُلكاً أَو نَموتُ فَنُعذَرا
___________________________
تلك العيونُ إذا ما اللّيل خالطها
تبدَّل اللّيلُ في الأحداقِ ألوانا

_احلف؟

قالتها "وِصال" بصدمه عندما أيقنت انه هو ظنته حلماً أو ما شابه ذلك لكنها حقيقه ملموسه أمامها.

_ايوه يا "آنسه احلف".

تلاقي الدرب من جديد وقوه دق قلبهم مَثل الدق علـَ الحديد خرجت هي من شرودها وهي تقول بتلجلج :

_عامل اي يا استاذ "يونس". ازيك؟ وازاي عيالك.

_عيالي؟؟؟.

قالها يونس مستكراً وهو يرفع احد حاجبيه لها :

قالت وهي تتذكر لوهله :

_ايوا يعم" أريج" و "ريان" دول مين يـَ خويا؟؟ اي اخواتك في الرضاعه؟

رمَش عدة مرات بأهدابه مستنكرا حديثعا وظن انها تسخر منه لـَكن حديثها بـهِ بعض الجديه و نظرات الغضب قال وهو يكتم الضحك بصعوبه :

_ لا مش اخواتي في الرضاعه يا ام فـ... ولا بلاش.
"أريج" دي تعتبر زي اختي الصغيرة ربيتها علـِ أيدي يعني و "ريان" دا اخويا الصغير هو وأريج علطول مع بعض لازقين في بعض زي الفسيخ والرنجه كدا. المهم اي اللي جابك هنا يا ام السعد؟؟.

ضحكت بصوت مرتفع وترقرق الدمع من عينيها من فرط الضحك المستمر ثم رسمت الجديه بصعوبه :

_وانت مالك؟.

صُعق من تحولها المفاجئ من الضحك الهستيري ابي الجمود هذا نظر لها بتقزز :

_غوري وانتِ عامله زي شوال للطورشي كدا. انا غلطان اني كنت هعزمك علـِ كشري بس وفرتي يست.

نظرت له بلهفه ثم نطقت ببرود مره اخرى :

_اولا كدا مينفعش اكل مع حد غريب اياً كان مين عشان محللي كدا كدا انت تعتبر اجنبي عني مينفعش اكل معاك في مكان واحد ولا ينفع اصلا مكان فيه خَلوه. انا مش ناقصه اخد ذنوب والله انا كفايه اللي انا فيه.

نظر لها بأعجاب من لباقتها في التحدث في دينيها الذي أصبح من يتكلم بالدين في هذه الأوقات تقع عليه السخريه والتَنمر وان التزم احد بديِنه يقولون عنه مستشيخٍ ويلفوظونه بكلمات مُهينه لم يرَ احدٍ قط منذ أن نزل الي الإسكندرية وهو يرَ أشخاصٍ بملابس تهين لإسلامهم.

بالطبع هذا واقعنا يسير وراء ما تلذ عليه نفسه وينسى امر ربه وينسى العقاب الذي ينتظره في آخر هذه الحياه ويغفلون عن ان هذه الدُنيا فانية والبقاء لمن خلد ذِكراه في انفس الناس وقبلهم في عمله الصالح ودينه ورّبة. نتكاسل فقط وننتظر الثواب فكيف الثواب سيجئ لمن لا يتعب حتى يشعر بلذه النعيم الاخر نعيم لم يرٍ أو يسمعه احدٍ من قبل....