الفصل الثاني و عشرون
ترجلت حفصة من سيارة الأجرة أمام تلك المشفي تسير خلف صفاء وقد كان واضح على ملامحها القلق..
دلفت إلي المشفي خلف صفاء التي وقفت أمام تلك الفتاه الواقفه خلف مكتبها تهتف متسأله بلهفه:
_ صفوان..لم تكمل باقي كلماتها حين وصل إلي مسامعها صوت رجولي مألوف:
_ صفاءحركت كلا من صفاء و حفصة رأسهم نحو مصدر الصوت والذي لم يكن سوي يوسف الذي تقدم منهم و عينيه معلقه بحفصة، هدرت صفاء بنبرة مبحوحه متلهفه:
_ أبيه صفوان كويس ؟، هو فين؟أبعد يوسف نظراته عن حفصة التي كانت تراقب باهتمام و القلق مرتسم على ملامحها، هدر يوسف و هو يرمق صفاء بنظراته:
_ صفوان كويس الحمدلله ، حادثه بسيطه هو بخير مكنش في داعي تيجوا يعنيكلماته بثت الأطمئنان بداخل صفاء التي زفرت طويلاً بارتياح، بينما خرجت الكلمات من حفصة بتعثر بصوتها المتحشرج:
_ هو فين دلوقتي ؟ألقي يوسف عليها نظره بطرف عينيه ثم نكس رأسه قائلاً بهدوء متناهي:
_ هو فوق في الدور الرابعفور أن أنهي كلماته حتي تحركت صفاء نحو المصعد وخلفها حفصة التي عضت على شفتيها بتوتر ملحوظ..
دقائق، و كانت حفصة تقف في ذلك الممر بجانب صفاء التي حركت رأسها نحو الأولي لتجد ملامحها شاحبه، هدرت صفاء باستياء:
_ مكنش فيه داعي تيجي معاياأبتلعت حفصة ريقها و نكست رأسها و لم تعلق، أشارت صفاء بعينيها نحو نهاية الممرر قائله بنزق:
_ أهو يوسف جيه أهورفعت حفصة رأسها و ألقت نظره نحوه ثم عادت و نكست رأسها..
لحظات حتي خرجت تلك الفتاه التي ترتدي زي الممرضات بداخل المشفي من الداخل، لمعت أعين حفصة بلهفه غريبه لم تدركها..
تقدمت صفاء من الممرضه تهدر باستفهام:
_نقدر ندخله ؟أومأت تلك الممرضه برأسها قائله بنبره عمليه وهي توزع نظراتها بينهم:
_ اه اتفضلوا ، الدكتور بس هيشوفوا تاني و يقدر يمشينطقت بتلك الكلمات ثم تحركت تتجاوز إياهم واضعه كفها في جيوب الزي خاصتها..
تحركت صفاء نحو الباب المغلق وفتحت الباب و دلفت إلي الداخل مغلقه الباب خلفها تحت نظرات حفصة التي وقفت محلها تشعر بالتردد، وصل إلي مسامعها حديث يوسف المستفهم بترقب:
_ مش هتدخلي، لجوزك..نطق آخر كلمه بتهكم تلقائياً، ألقت عليه نظره منزعجه من فوق كتفها ثم ألقت طرف وشاحها إلي الخلف و تحركت بعد تردد نحو الباب..
طرقت عدة طرقات على الباب وصلها صوت صفاء العالي:
_ أدخلأخذت نفس عميق و اذدردت ريقها وهي تدير مقبض الباب ببطء تفتح إياه ثم دلفت إلي الداخل توقفت نظراتها عليه جالساً على الفراش الأبيض يلقي نظره متأففه على شقيقته التي تمنع إياه من النهوض، توقفت نظراته عليها، ابتسمت عينيه ابتسامة لم تصل إلي ثغره وهو يقول بصوت أجش:
_ تعالي يا حفصة
أنت تقرأ
الوابل الطيب "مي الفخراني"
Romanceالرواية كامله. أبتلعت غصتها المريره و صدرها يعلو ويهبط بسرعه ، ركضت تلهث بطريقه عنيفه وهي تنظر خلفها بين الثانيه والأخري.. كادت أن تسقط عدة مرات لكنها كانت تحاول الحفاظ على توزانها وهي تكمل ركضها شاعره بقدميها تكاد تنشق من شدة احتكاكها بالأرضيه الأس...