الفصل الثالث وعشرون

382 11 0
                                    

الفصل الثالث وعشرون

صعد يوسف درجات السلم القليله يشعر بالأرهاق..

توقفت عينيه على فاطمه الجالسه أرضاً أمام باب الشقه التابعه لعائلته تضم ساقيها إليها، ضيق هو ما بين عينيه وهو يهدر باستنكار مفعم بالتعجب:
_ بتعملي إيه هنا !

أرتسمت أبتسامة متلهفه على ثغر فاطمه و نهضت تنفض ثوبها الأسود وهي تتقدم منه تتلمس ذراعه بكفها قائله بتوسل يثير الشفقه:
_ يوسف أنا مش قادره أعيش من غيرك ، يوسف أنت إلي غيرتني مين..

تحشرجت نبرتها في آخر كلمه و شعرت بالعجز عن متابعة كلماتها و العبرات تنهمر من عينيها المتورمتين، ظهر التأثر على ملامح يوسف و ظل صامتاً وهو يري جسدها ينتفض وقد صدرت منها شهقه متشنجه أثر البكاء..

٠٠٠٠
جالساً بجانب شقيقته وفاء ينظر إلي هاتف الأخيرة التي راحت تهدر بحماس:
_ لو التلفون هيبقي هديه منك حيث كده أنا عايزة ده

قالت ذلك وهي تشير له نحو صورة الهاتف المتواجدة أمام عينيه على شاشة هاتفها ، أومأ مروان برأسه و أجابها قائلاً بإيجاز:
_ تمام يا وفاء إلي أنتي عايزاه..

التوي ثغر وفاء بابتسامه مشرقه و رفعت رأسها ،وقع بصرها على مروه التي تقدمت منهم بملامح كئيبه، عقدت وفاء حاجبيها و تسألت بتوجس:
_ مالك يا مروه؟, شكلك متغير كده ليه..

صمتت مروه وهي تجلس على أحد المقاعد و رمت مروان بنظره مختنقه ولم تعلق، دارت وفاء بنظراتها بينهم قائله بنبره ساخره:
_ مالكم في إيه، هي الرحله مكنتش حلوه ولا ايه !

حانت من مروان التفاته نحو تلك الجالسه ثم عاد ينظر أمامه بملامح جامده وقد سحب علبة السجائر خاصته..

مطت وفاء حاجبيها وهي تري هاتفها يصدح عالياً، وقع بصرها على الإسم مما جعلها تقبض على هاتفها و نهضت من مكانها قائله بتأفف زائف:
_ أنا مبحبش جو الكأبه بتاعكم ده

أنهت كلماتها و تحركت نحو الداخل تاركه مروه تنظر نحو زوجها الذي ينفث دخان لفافة التبغ غير مبالي بها، قطبت حاجبيها بشده و هدرت بخفوت:
_ السجاير الكتير غلط

قالت تلك الكلمات وقد تعلقت عينيها بالمطفئه الملئيه بأعقاب السجائر، لوي مروان فمه ولم يجيبها..

أعادت مروه خصله من خصلات شعرها إلي الخلف ولم تستطع السيطره على حالها لذلك هدرت بمقت:
_ هو أنا هوا، مالك بتعاملني كده ليه، دي مش عيشه دي

ألقي مروان عليها نظره بطرف عينيه ثم عاد ينظر أمامها قائلاً بنبرة بارده:
_ أنا طبعي كده

رفعت مروه حاجب و نزلت الآخر باستهزاء و مقلتيها واضح بهم الحزن ، ظلت صامته للحظات ثم قالت بنبره حانقه حاولت جعلها خافته حتي لا يصل الصوت إلي عائلته:
_ لا أنت مش طبعك كده يا مروان، أنت اوقات بحس باهتمامك و أوقات تانيه كتير بحسك بتتلكك عشان عايز تعاملني كده..

الوابل الطيب "مي الفخراني"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن