الجزء الثاني

1.4K 66 19
                                    

(ديرة بني صالح)
بملامح رجولية صارمة ، وبنية رجولية ، في الواضح إنه يبلغ من العمر 28 عام .
جلس بتعب من الشغل ونادى بصوت عالي :
_: ياحرمة.
جت لعنده حرمتة الثالثة(عهد) بتوتر وقالت:
_: سم يامطر.
_: وين مزنه وسحابة؟
_: يحضرون الغداء ، إنتِ تبي شي؟
_: نادي لي سهم.
سهم ولده عمره 3سنوات ونصف من مزنة ، وروحه متعلقه بهالولد بشككل غير طبيعي . راحت عهد تدوره ولاحصلته ، توقعت إنه بالحوش ، طلعت للحوش ونادت وهي تمشي "سهم ياسهم " ماحصلته بالحوش ، عقدت حواجبها وهي تتأكد مرة ثانية ، شهقت بخوف وهي تقول " ياويلتس يامزنة" دخلت البيت وتوجهت على المطبخ وهي تقول :
_: يامزنه إلحقي على ولدس ، دورته بالبيت كله ماحصلته .
شهقت مزنه وتركت السكينة إللي بيدها وقالت بصدمة:
_: كيف طلع يالهبله؟ ماقلت لس إنتبهي له وأنا بسوي الغداء .
تدخلت سحابة وهي تقول ببرود :
_: قولي لمطر يدور عليه قبل لايبعد الوكاد إنه قريّب من البيت ،قبـ ....
قطع عليهم دخول مطر وهو يقول بغضب عارم وصوت عالي:
_:وين سهم ؟، شلون طلع؟
_: روح دور عليه بدال هالعصبية ، تالي سوي إللي تبيه.
قالتها سحابة وهي تكمل شغلها بكل برود ولامبالاة ، هي أكثر وحده إنغثت من مطر ، مع إن مطر ماظلم ولاوحده فيهم ، لكنها إنغثت من شخصيته العصبية والمتقلبة ، ماتدري ويش الذنب إللي سوته لجل تتزوج هالرجال .
طلع مطر يدوره وقلبه مشتعل نار ، ،حلف بالله لاصار بولده مكروه شيء إن نهايتهم على يده ، كان يمشي بفجعه ويسأل إللي حوليه عن ولده ، وقفه منادت شخص له لف عليه وشافه في دكانه جالس وبجنبه ولده سهم ، إبتسم مطر إبتسامة واسعة وتوجه له وحب راسه
_: وين حصلته ياعم جابر؟.
_: والله شفته وأنا رايح للدكان يلعب مير ماهوب صوب بيتك ، أخته معي لاني داري إنك منت بالبيت ، مير والله إنه خير جليس ماشاء الله.
قهقه مطر على رفيق أبوه الله يرحمه هو أكثر إنسان يحبه ويغليه في هالديرة مستعد إنه يضحي بنفسه وبيته وكل مايملك علشانه ، لدرجة إنه لقبه بلقب
(العم جابر أبو الحنية)
_: ياعم جابر ، قطع قلبي هالسهم ، ماشفت شكلي وأنا أمشي كأني مجنون!؟.
ضحك العم أبو جابر:
_: شفتك ياوليدي وأول من ضحك أنا ، مير هذي نتايج الأهمال.
_: إي والله إنك صدقت، عندي ثلاث حريم وهم بقادرين يضبطون هالورع ، ماهم قادرين على شيل البيت ، عجزت ياعم ، مير الحظ.
_: أصبر وأنا أبوك أصبر ، لعلها خيرة ، خل ولدك عندي والله إنه ونسني وسلاني.
ضحك مطر وقال بمزح:
_:ماتبيني أنا معه؟
_: لا ، إنت روُح لحريمك وخل ولدك عندي جعلني ماأفقده.
ضحك مطر عليه وروح من عنده ولاحاول إنه ياخذ سهم ، لإنه يعرف مين سهم عند العم أبو جابر
________________________________________________________________________________

بعد صلاة العشاء.
_: قمر شلون العيشة بالمدينة؟
_: زينة مير العادات والتقاليد مختلفة لجل كذية مانيب مرتاحة.
سكتت ورد ولا ردت ، بينما قمر لفت عليها وهي تقول:
_: ماودس تتوظفين؟
_:وشلون أتوظف ياقمر ، أبوي حالف ماأطب المدينة وأتوظف إلا لمَ يكون معي محرم ، إنتِ معس أخوس أنا مامعي.
_: الله يعينس
قامت ورد تعدل غطوتها وهي تقول:
_: قومي نروح للجديلة.
_: مهبولة نروح ذلحين؟
_: روحي قولي لأهلس وتعالي إنتظرس برا.
_____________________________________
في الأسطبل كان يطعم الخيل ويفكر التفكير ماخذه لبعيد ، يحس إنه متشتت ، متضايق ، مهموم .
قطع عليه تفكير وسرحانة صوت ضحكات خافته ،إلتفت وشاف ورد وإللي معها عرفها من أول لمحه، ياااه ياقمر ماندري متى الأقدار تحن علينا ، قمر بنت رفيق أبوه، حب الطفولة والمراهقة ، حب على وجه النقاء ، ولكن المعوقات موجوده ، في كم مرة يخطبها يحصل الرفض من أبوها ، إلى الأن مايعرف ويش إللي مفرق أبوه وأبوها وكل مرة يسأل فيها أبوه يرد عليه" ياوليدي السالفة ماهيب كبيرة للدرة إللي تظنها" ، طيب لو إنها مهيب كبيرة لدرجة إللي يظنها ، ليه مستمرة ثلاثة وعشرين عام؟ ليه النفور بينهم؟ليه القطاعة؟ ليه الجفا؟ تمنى إنه مادخل هالدوامه.
شاف قمر تتجه له وورد وراها وهي متردده وخايفة من تهور قمر وعصبية أخوها ، قالت قمر:
_:ويشلونك؟
طنشها ولارد عليها وكمل شغله ، وهي إنقهرت منه ، قالت بقهر:
_: الظاهر ماودك تحسّي ؟(بشد السين وتسكين الياء  المعنى:أهرج/تكلم)
قال لها بكل قسوة وجفاف وهو لازال يكمل شغله:
_: وإحنا كم لنا نعيد ، الوصل إنقطع ، واللقا مستحيل ، وإنتِ أدرى بالظروف.
ردت عليه بعصبية:
_: لاتقول الوصل إنقطع جت على ماتشتهي وإنت ودك بالقطاعة.
رمى العلف إللي بيدها بعصبية ، تعب من تفكيرها ، وتفهمها الغلط للأمور ، بينهم حواجز كبيرة مستحيل إنهم يجتازونها ، وهي إلى الأن تعيش أحلامها الوردية ، ماتدري إن اللي مقبل عليها قاسي ، قال بعصبية مفرطة:
_: إنتِ ماتفهمين؟ ماعندس عقل؟ روحو ذلحين بيوتكم قبل لا أبطش فيكم و أطلعكم بالغصيبة.
ورد طلعت بخوف من الأسطبل وهي ماهيب مستعده تواجهه عصبية أخوها ، بينما قمر قالت بصوت غاضب مبحوح:
_: إتخسي إطلعني بالغصيبة، ناسي إن الحلال مشترك؟
قرب منها ، وهي خايفة ولكنها تتدعي القوة والثبات
_: ويش ناوي عليه ياجاسر؟
همس بخبث:
_: خايفة على أبوس؟
_: إيه والله وإللي رفع سبع ، لو تقرب منه ولانتوي به شر ، لأفرغ الباروده براسك.
_: لاعاد تجين هالمكان.
فعلاً هو تعب من شوفتها بشكل يومي ، وهو مايقدر يسوي شيء، لاهو ولا إللي حوليه أمرهم معلق ولايدرون ويش نهايته ،ماباليد حيله، فعلا ويش حيله المشتاق؟.





(التكملة بالإستقرام)

لاتزرعين الورد وإنتِ عبيرهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن