الجزء السادس عشر

171 9 0
                                    

لاحول ولاقوة إلله بالله

مسك الشريط بين أيدينه وهو يبي يشوف ويش داخله، الفضول ذابحه ،صك الباب عليه وهو يتجهه للجهاز المخصص ،كان يشبه التلفاز أدخل الشريط،إنتظره يشتغل ،وفجاءه إبتسم لمَ شافه أشتغل ،ناظر بهيمان وذهول للمقطع إللي أشتغل ،شاف ورد ترتدي فستان أسود يوضح معالم جسدها الرشيق وحزام الرقص ،وشعرها الأسود يتمايل مع تمايل جسدها على نغمات الأغنية ،وكانت ترقص بإتقان شديد ،تمايلها يتناغم مع إيقاعات الأغنية ،ماهي لحظات إلا إنقفل الجهاز،كشر بقهر وهو يضرب الجهاز بغضب كونه خرب عليه لحظته الممتعة بالنسبة له،خرج الشريط وأدخله مرة أخرى لعله يشتغل،وفعلاً أشتغل ،إبتسم ورجع يناظر من جديد وهو الآن يحلف إنه شاف ملاك ،عيونه تكاد أن تطير من مكانها من كثر ماهو مركز بالمقطع حتى عيونه لم ترمش ،إنتهى المقطع سرعان مامطر نزّل الشريط وهو يفكر وين ممكن يخفيه لجل ماأحد يوصل له؟.
————————————
-:وليه ...ماتبيني ...أحضـ..ـر؟
ناظر فيها لبضع دقائق وهو مصدوم من كلامها
-:فاتن لاتجننيني شلون تحضرين؟
-:زواج..أختي
يُكاد أن يُصاب بالجنون بسبب كلامها الغير منطقي ،قال بحدة:
-:إي ماأختلفنا زواج أختس،مير إللي أعرفه إن أختس مادرت عنتس ولاأبوتس درى عنتس شلون تروحين وتحطين روحتس في موقف ماهو زين.
تعمد أن يجرحها بالكلام لجل تستوعب إللي هي بتسويه ،لأن روحتها لأبوها وأختها ماراح تكون بالساهل ولا راح يتقبلونها كضيفة بالزواج،بينما فاتن حست بضيق ماهو بسبب كلامه بحد ذاته بسبب إن كلامه صحيح
-:بروح..ياسراج...لاتحاو.. ل إنك..تردني
-:ماراح تروحين يافاتن وأنا عند حتّسي
طنشته وهي تستلقي على السرير بعدم مبالاة ،هي مخططة من قبل إنها تحضر هالزواج مهما كانت نتيجة أفعالها سواءً من ناحية عنادها لسراج أو حضورها للزواج
————————————
-:الله يقلع شيطانتس مع هالليل ،جيبي العصا
قامت عهد إللي ميته من الخوف بسبب الجرادة إللي داهمهم وهو سهرانين ،جابت العصا وأعطتها سحابة إللي تحاول إنها ماتبين إنها خايفة
-:ياسحابة هذا كبير ،شلون ودتس تذبحينها؟
-:مابذبحها بطيرها مع الشباك
-:طيّر الله عقلتس مامهبولة ،بتطير علينا اذبحيها
طنشتها سحابة وهي تقترب وتحاول إنها تطيرها بالعصا بإتجاه الشباك ،ولكن خاب ظنها وفعلاً طارت عليهم بسرعة بدون ماتتوقف،سرعان ماسحابة وعهد صرخوا بقوة ويجرون وهم يتجهون للباب ،قابلوا مطر أمامهم إللي واضح عليه إنه معصب
-:علامتس إنتِ وياه؟،أصواتكم واصله للجيران
قالت عهد بتوتر:
-:فيه جرادة معلقة بالجدر ،ولمَ جينا نذبحها طارت

ناظر فيها بنص عين ،مهماً يهاوشهم مايتغيرون ولايحسون،أخذ العصا من يد سحابة وهو يتجهه للغرفة ،وماهي لحظات إلا قدر يخرجها من الغرفة بسرعة،رجع لهم وشافهم ينتظرونه
-:لاعاد اسمع أصواتكم عالية
قالت عهد بعبط وتوتر من ردة فعله:
-:جرادة أكيد بنخاف ونصارخ ،ويش تبينا نسوي؟
رد عليها وهو يوجهه العصا عليها:
-:إنتِ بذات لو أسمع صوتس عالي بكسر العصا على ظهرتس
أكمل وهو يتجهه لغرفته
-:أنا برقد لاأسمع إزعاج.
بعد مادخل غرفته قالت سحابة بضجر:
-:ماحد يحتّسي معه هالعصبي
-:أسكتي لايسمعنا مالنا حيل
دخلوا الغرفة ليكملون سهرهم،هالاثنتين يميلون لبعض غير إنهم ضراير ،ولكن فعلاً يحسون فيه تشابهة بين شخصياتهم عكس المزنة إللي ماتتقبل أحد .
————————————-
مر الليل عليهم ولكن البعض أصابهم الأرق بسبب التفكير مثل مطر إللي إلى الآن يتردد المقطع بعقله ومشاعره تتجدد ولكن تتجدد بشكل عشوائي وغير مفهوم،هل هو أعجاب؟أو ذهول؟أوحب؟،أو فقط حب استطلاع؟، من لمَ سمع صوت بكاءها ونحيبها وهو يبي يمشي وراها ويعرف عنها أكثر،مايدري ليه حس بشعور غريب تجاهها ،ولايدري وين حتكون وجهته؟.
بينما مزنة مستلقية على سريرها و تارة تلتفت للجهة اليمين وتارة لليسار بسبب خوفها ، ونتيجة عمالها إللي مستحيل أحد يتغافل عنها أو يحط لها عذر ،هي ماكان عندها إلا هالحل، إن بلغت الجهات المختصة راح تنكشف أعمالها جميعها ،ولكنها فضلت السكوت ودفنها بدون لا أحد يكتشف . تحاول تهدئت نفسها ولكن عقلها يُعيد بالمشهد نفسه يُعيد أدق التفاصيل وكأنه يذكرها بعقوبة هالأمر.
و ورد إللي تحاول إنها تفكر بجدية وماتأخذ الأمور بجهة العاطفة ،هل ممكن تكون صادقة؟ويكون عندنا بالديرة سحرة وخاطفة ولا أحد لاحظ! مرات تكذبها لأنها عايشة بهالديرة منذُ سنين ولا مر عليها نفس القصص إللي كانت قولها لها العنود "خطف البنات وجعلهم خادمات في بعض الاحيان أو تزوجهم لجل المال،أعمال السحر،السرقة" ومرات تحس إنها صادقة لان تصرفات العنود توحي بأنها خايفة لكن هل هي خايفة من كذبتها إللي تنكشف حسب ظن ورد أو هو خوف من الحياة إللي عاشتها.
———————

...
في بداية يوم جديد ، صبت لأبوها القهوة مدت الفنجال له ،وسمعته يقول:
-:هالبلا أعطيتيها فطورها؟
-:إيه يبه
كان جاسر معهم لكنه ملتزم الصمت،رجع جسار يقول لورد:
-:العصر خذيها للسوق،شوفي ويش ناقصها؟
ناظرت في أبوها بعدم إستيعاب :
-:وليه أخذها السوق؟محنا مسؤولين عنها؟ودوها لقسم الشرطة
-:شلون تبينا نشرشح بنت ديرتنا بالشرطة وهالسوالف!؟
-:مير يايبه الحذر واجب،هذي غريبة ولاندري ويش وراها؟
-:معليتس يابنيّتي هي كم يوم ويبان إن هي صادقة ولاتسّذابة
إلتزمت الصمت كونها تعبت وهي تفهم جاسر إنها غريبة وذلحين بتدخل موال مع أبوها
—————————————
دخلت المطبخ مع عمتها لجل تعاونها بينما عمتها قالت بذهول:
-:يابنت ويش جابتس!؟
-:لجل أعاونتس
-:أقول روحي من هنا،إنتِ عروس مايصلح تشتغلين ،روحي لـ رجلتّس
شعرت بغيض بسبب قولها لـ "إنتِ عروس،روحي لـ رجلتّس" هذي الجملتين كانت كفيلة لتُشعرها بالغضب والغيض ،ندمت إنها فكرت تجي تعاونها ولكن حاولت إنها تُظهر العكس
-:عادي وإذا عروس!؟بعاونتس
مسكت يد جميلة وهي تخرجها من المطبخ
-:لا مايصلح،عيب الرجال يصحى ومايحصلتس حوله وإنت عروس بـ أول أيامتس
راحت أم صقر ،بينما جميلة كان ودها إنها تصرخ بوجهها من شدة القهر ولكن قدرت تتحكم بتصرفاتها وتعابير وجهها،إتجهت بطريقها للغرفة ولكن شافت صقر بوجهها ،تحكمت في ملامح وجهها ،بينما صقر قال:
-:ليه طالعه الغرفة؟
-:رحت لعمتي لجل أعاونها
-:لا عاد أشوفتس تطلعين من الغرفة لحد ماأبوي يرضى
-:إنت إللي جبتني معك ،ولاأنا ماكان لي خاطر بهالروحة ،تبني أحبس نفسي بالغرفة!؟
-:يابنت أتركي عنتس هالعناد ،أبوي لاشافتس ماراح تسلمين لامن لسانه ولا أفعاله ،لجل ماتحرجين روحس أجلس بالغرفة ولاتخرجين إلا معاي،فهمتي!؟
قالت بلامبالاة:
-:أفكر
صقر حس بغليان يسري بداخله بسبب عنادها وكأنها تتحداه وتقول هذي بسبب إخلافك للوعد،قبض على معصم يدها بقوة حتى إنكمشت ملامح جميلة بألم
-:يابنت أتركي هالعناد،لاتخليني أسوي شي أنا ماأبيه ولايرضيتس ،أنا واحد(ن)ماأداني العناد ،فسمعي الكلمة من مرة وحده ،روحي الغرفة
قال جملته بحدة ،بينما جميلة فكت معصمها وإتجهت للغرفة بقهر ،وهي تلوم نفسها على فكرتها الغبية وتوريط نفسها بهالزواج.

لاتزرعين الورد وإنتِ عبيرهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن