الجزء الخامس عشر

210 9 2
                                    

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
تفاعل
.....
-:علامتس!؟إنتِ حرمتي ولنا الحق نسوي عرس،مايصير نخلي الزواج سكّاتي!
-:أنا راضية يكون سكّاتي ويكون بسّر ،أنا ماتزوجتك لجل أكون لك زوجة ،الظاهر إنك ناسي!
رد بلا مبالاة:
-:لا مانسيت ،بس هذا حق إنتِ زوجتي ووجب عليتيس تطيعين شوري
جميلة ناظرته بصدمة ماتوقعت إنه بيخلف بوعده،ويعيشها على مزاجه ،تشعر إنها رمت نفسسها بدائرة مغلقة ،بالأصل هي إلى الأن ماهي مستوعبة إنها تزوجت بهطريقة!ولا أحد من قرايبها يعرف إنها تزوجت،قامت من السفرة وإتجهت للغرفة إللي خصصتها "نعمة"(أم صقر) لها هي وصقر ،بينما صقر كمل أكله بلامبالاة وهو مُوقن إن إللي بيسويه صح.
—————————————
ماهو كل مافي القلب قابل للبوح،هذه العبارة القصيرة تُمثل حال فاتن ،فتنجبر إنها تكتم،تكتم حزنها،قلقها،خوفها،غضبها ،فتظن إنها تخلصت منه بسهولة،ولكن الحقيقة هي تفرغه في المكان الخطأ والوقت الخطأ،داخلها ينزف،يتمزق،يرجف،ولكن الحل الأخير عندها هوالكتمان.
الكتمان أتعبها وجداً،في كل مرة تقول بكون قوية،تحصّل نفسها في القاع من ضعفها،صحيح سراج خلصها من أبوها ،ولكن الذكريات مين يقدر يمحيّها من رأسها!؟مين له قدرة على محيّي الذكريات السوداوية؟
(نرجع للماضي)
"وهي بعمرها تسع سنوات ونصف تقريباً
كانت ضامة نفسها بخوف والرعشة تسري بجسدها بسبب صوت أبوها العالي والغاضب كان يضرب بكل قوة،يضرب أمها قدام عيونها لسبب أتفه من التافهة ،تسمع صوت صراخ أمها وبكاءها ولكن ماتقدر تسوي شي ماتقدر!ماعندها حل غير إنها تناظر بخوف وقلق ،حتى صوت ضربات العقال على ظهر أمها وصلت لمسامعها،آه من كمية الخوف إللي يحملها قلبها هاللحظة.
-:صدقيّني لو ظلت رجلتس برا البيت لأكسرها لتس.
قال أبوها هالجملة بغضب وجنون وخرج من الغرفة،بينما أمها إنهارت بكاء ،تقدم جميلة بتوتر لأمها وهي تحاول تهدئتها ولكن أمها لازالت منهارة"
نفضت الماضي بعنف من عقلها ،تشكر الله ليل ونهار إنها خرجت من عند أبوها بكامل قواها العقلية ،في بعض المرات تتسائل شلون الآن زوجته وبنته متحملينه!؟شلون!هذا إنسان لايُطاق محد يقدر يتعايش معه ،شافت سراج متجهة لها وهو يعدل شماغة تسلسل لمسامعها صوته الهادىء
-:غريبة ماهي عادتس!؟
عقد حواجبها بعدم فهم ،بينما هو أكمل:
-:غريبة ماتقرين؟
ردت بهدوء :
-:ما..الغريـ..ـب إلا الشيطـ...ـان
إستغرب هدوءها ولكن ماأهتم وقال:
-:أنا بطلع ،تبين شي؟
هزت رأسها بـ لا ،وقام من عندها متجهة للباب،بينما فاتن سرحت بذكرياتها إللي مستحيل تتخطاها.
—————————-
قريب المغرب.
تنهدت بطفش أبوها يقراء قرآن،وجاسر أكيد بـ الإسطبل،خَطر ببالها تروُح تشوف دكانها بعد ما جاسر وظف واحد من أهل الديرة وبعد تروح تصلح الراديو حقها
(نرجع لورا)
"
-:ماهو على كيفتس، تبين الدكان ؟أنا أجيب أي واحد(ن)من أهل الديرة يمسكه لتس،أما تقعدين من صباح ربي لليل تبطين.
ناظرت في جاسر بهدوء وهي تعرف طبعه لا عصب ،مايعرف مين إللي قدامه،وهي الآن تبلد شعورها كانت جداً متحمسة لهدكان وإللي فعلاً حقق مكسب لها في فترة قصيرة جداً،والآن حماسها ميت،أزاحت النظر عنه وقالت ببرود:
-:مايهم سوي إللي تبيه."
لبست عبايتها وأخذت الراديو ،تذكرت العنود راحت للغرفة إللي موجود فيها العنود تأكدت إنها مسكرة ثم قالت بخفوت:
-:أنا مدري شلون قافلة على الحرمة! مادري عنها حيّه ولا ميته!؟
بعد لحظات قالت ببرود ولامبالاة:
-:وأنا ويش علّي؟جاسر جابها يتحمل ذنبها.
طلعت من البيت ،وإتجهت لدكانها شافت الأزدحام إبتسمت بفرحة وذكرت الله،شعورها الآن يُعانق السماء ،شعورها لايوصف ،شعور الإنجاز عظيم.
تذكرت الراديو وإتجهت لدكان المخصص لتصليح الأجهزة،كشرت لمَ شافت لوحة معلقة على هالدكان ومكتوب فيها(مغلق للصيانة)
-:ذلحين فين أصلح الراديو؟
بدت تمشي بديرة لعلها تحّصل دكان ثاني ،وفعلاً حصلّت ،دخلت الدكان وشافت شخصين ،شخص يصلّح بعض الأجهزة وشخص يتفحص الدكان وكأنه يفقد إللي ينقص الدكان،قالت بهدوء:
-:السلام عليكم
إلتفت لها الشخص إللي كان يفقد الدكان ناظرت فيه وكأن وجهه مألوف بس ماتدري وين شافته؟،
إلتفت لها الشخص إللي كان يفقد الدكان ناظرت فيه وكأن وجهه مألوف بس ماتدري وين شافته؟،أما هو قدر يميزها وإبتسم بخفة ولكن سرعان ماتلاشت إبتسامتة وقال بهدوء:
-:وعليكم السلام ،شلون أقدر أساعدتس؟
مدت له الراديو:
-:هالراديو خربان،أبيك تصلحه
أخذه وقال:
-:أبشري ،باتسّر بعون الله تحصلينه جاهز.
أومئت براسها وخرجت من المحل،فتح الكيس وشاف الراديو،لكن أستغرب وجود شريط ،ماتوقع إنها قاصدها لأنها إستنكرته ولاعرفته،أخذ هالشريط ودخله بجيبه وهو عاقد النية إنه يشوفه.

لبست عبايتها والحقد تجدد بقلبها ،خرجت من البيت وكعادتها توجهت للبيت إللي ضم ذكرياتها السوداء ،شافت أهل البيت خارجين أبوها وزوجته وبنته إللي تصغرها بسنتين ،قبضت على المفتاح إللي بيدها وأيضاً الكيس الصغير جداً وتحاول إنه محد يشوفه،وراقبتهم لحد ماإبتعدوا عن البيت،توجهت للبيت بتوتر وحذر لجل ماأحد يقفطها ،فتحت باب البيت ودخلت وأحكمت أغلاق الباب،شالت برقعها عن وجهها وهي تتنفس ،توجهت لغرفة أبوها وزوجته فتحت الدولاب وإبتسمت عمرها ماشافت أبوها يجيب ذهب لأمها ،كان مستخسر فيهم أقل شي ،حتى البقالة ماكانت تروح لها مثل عيال الديرة ،أخذت الذهب وحطته بالكيس ودقات قلبها تنضرب بسرعة هائلة ،ولكن ماإلتفت له ،لأنها حلفت يمين ماتتركهم يتهنون ،راح ترد الصاع صاعين،راح تشتت هالأسرة مثل ماتشتت كيانها وشخصيتها.
————

قراءة ممتعة

لاتزرعين الورد وإنتِ عبيرهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن