4.6|"جرحٌ كلما حاولت رتقه، انفتح".

101 9 79
                                    

بسم الله
الحمدلله
سبحان الله
استغفر الله
اللهم صلي و سلم و بارك على سيدنا محمد

———

كان يغوص في الفراغ يحاول عبثاً و بِـفوضوية ان يقاومه و يخرج منه
كان يحرك يديه بِـعشوائية و هو مُدركاً ان هذا الشي لن يفيده و لكنه لن يضره في النهاية ايضاً،هو سيقاوم حتى الرمق الاخير مهما كلف الامر

"من متى كنت شخصاً ضعيف؟"
كان صوته مرتفعاً في داخله و معدوماً في الخارج،لم يكن يستطيع سماعه باذنيه و لكنه يشعر به،بِـرئتيه تخترق مخالب قفصه الصدري و تخرج منها فـتنزف اكثر ليس هناك شيئاً خارجه او داخله يثبت انه حي إلا شعوره المستمر بالالم

"انا لست مجرد منطف مداخن"اردف بِـبهوت مطابقاً لبهوت عقله
عليه الان ان يتذكر الارواح التى ماتت قبله و تركته و لكنه فقط يتذكر حبيبة قلبه المتعلق بها و لازال يريد الحياة من اجلها فقط،من اجل من كان يطير اليها بدون ان يترك اثار على الارض تعيده إن تاه

"انا لست فتى عاش طوال طفولته في قرية عفنة"
هو وصل الى نهاية الممر و نهاية المطاف و النفق و اكتشف انه كان مظلماً كـما سبق من الطريق،لا شي مميز و لا شي مختلف يجعله يستحق تعب الطريق هذا كله

"انا لست شخصاً من السهل أكله!"
ارتخت مفاصله و اوصاله بهدوء و بِـوحدة و بدون طمأنينة و بدون ان يكسر حاجزه مع الحياة،انتشر الموت في جسده خطوة خطوة بينما تلاشى تنفسه
فـصارت جفونه العلوية تنطبق بِـبُطء على بعضها تنوي الانغلاق على حجري الزمرد داخلهما

إنتفض قلبه كما فعل جسده و وسط ذلك الظلام،تباعدت جفونه عن بعضها مظهرة ما ورائهما من عيون بنفسجية قاتمة بِـتزامن مع إنفجار الظلام حوله  و تبدده هرباً منه بقوة

اتى هابطاً على الارض يثني رُكبتيه مُخفضاً راسه يضع يده على الارض يثبت بها نفسه،كان هناك اربعة جروح كبيرة و واضحة على ساعده 
نفث مافي ثغره من هواء بارد ثم باشر برفع جسده و تعديل وقفته مُظهراً فراغ طوله و بنية جسده الحقيقيان"و القرف!"تمتم و هو ينظر الى يده ذات الندوب المتوازية

رفع راسه مُناظراً الطريق امامه كاشفاً لِـوجهه عن العيان،وجهه ذو الملامح المألوفة للجميع،المُقاتلين و الجنود و الامراء و المدنيين و اجمع اعدائه
لازالتا عيناه ذابلتان و لكنهما بنفسجيتان على غير العادة،كان نصف جبينه الايسر وصولاً إلى ما تحت عينه مشوهاً اثر حرق ما

رفع عيناه مُراقباً الصخور المعلقة في السماء و حينها إرتفعت إبتسامة ساخرة على شفتيه"سيباستيان صار اقل ضعفاً"اخفض بصره مُباشراً بِـالسير
لم يُكمل خمسة خطوات متواصلة حتى توقف اثر رؤيته بِـطرف بنفسجيته الى الفأس المطعون في جذع الشجرة و قد وضح له إسم بيتر المنقوش عليه

𝐓𝐇𝐄 𝐇𝐀𝐍𝐆𝐑𝐀 | الخطأ أربعمائة و أربعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن