16 | ضياع

16.4K 1K 429
                                    


。⋆୨🌸୧⋆ 。

.

.

.


 

   ماثياس

"صباح الخير أميرتي النّائمة" ، همستُ بخفوت فيما أطلق ضحكة خافتة و نظراتي المستمتعة كانت تطالع طريقة إستيقاظ جوليا ... مددتُ يدي للعبث بإحدى خصلاتها بينما هي كانت تفرك عينيها و تبعد عنهما النّوم بكسل ... حينها أضفت بنبرة ساخرة "إستيقظي دميتي" ، إبتسمتُ بجانبيّة عند نهاية كلامي و بقيت أطالعها بهدوء فحسب ...

لكنّها إبتعدت قليلا و مرّرت نظراتها تطالع أرجاء الغرفة بتشتّت متجاهلة ما تفوّهتُ به للتّوّ ... بعدها رفعت الغطاء من على جسدها و إستقامت من مكانها في صمت لتسير و كأنّها ستغادر الغرفة !

في تلك اللّحظة عقدتُ حاجباي بإستغراب و رميت كلماتي السّاخرة لها تزامنا مع وقفتها أمام الباب "إلى أين ؟" ، رفعت حاجبي عند نهاية كلامي فيما نظراتي كانت مصوّبة عليها ... عندها هي فتحت مقود الباب و أجابت بصوت بارد لكن على نحو ناعس "إخرس" ، كلماتها جعلتني أضحك بخفّة و أحرّك رأسي بغير تصديق ... هي مجنونة بالفعل ! من ينهض بهكذا مزاج ؟!

"الغضب يضرّ خلايا الدّماغ جوجو" ، نطقت بسخرية بينما هي تنهّدت بملل و تجاهلتني ثمّ رمت بخطوّاتها خارج الغرفة للمغادرة ... و أستطيع التّوقّع إلى أين ستذهب ... حتما إلى غرفة الضّيوف ...

لكن كانت ليلة مريحة بالفعل ...

يبدو أنّ هذا اليوم سيكون طويل بالفعل ، لكن لازلتُ أتسائل بأي ضمير سأستمرّ و أنا أصبحت لعين قاتل نساء ! لا أريد تذكّر الّذي حدث ، و لازلت لا أعلم إن كان سبب إرتيّاحي الآن هو الإنتقام أم أنّه بفضل تواجد جوليا معي ، لكن مع هذا أنا لم أحصل على السّعادة الّتي إنتظرتها ، كم أنّني حقير و إستغبيت نفسي طيلة هاتين السّنتين بأنّني سأسعد عندما أحقّق الإنتقام و أحصل على ما سعيت من أجله ... أو بصيغة أخرى أن أحصل على ما كنت أعيش من أجله !

كيف سأتعايش مع كلّ هذا من بعد اليوم ؟!

تبّا !

تككت على لساني بين أسناني بتحسّر ثمّ أبعدت الغطاء من على جسدي ، حينها إستقمت من مكاني و قدت خطوّاتي باتّجاه الحمّام ...

أريد فعل الكثير اليوم لكن ليس لديّ وقت يكفي لذلك ، فأنا أودّ العودة إلى روما و في أسرع وقت .

صحيح أنّني أجد شغفي في الحياة هنا في نابولي وسط الفريق و السّباقات ، لكنّني بالمقابل أختنق في كلّ لحظة آخذ فيما أنفاسي هنا ... لا شيء يؤيّد للعيش ، سوى عينيك ترى الجرائم و مختلف الأعمال القذرة الّتي كانت سبب سوء علاقتي بأنطونيو لكن في الأخير تلك الأعمال هي نفسها أصبحت جزء منّي هنا ، ليس بوسعي فهم الّذي يحدث داخلي حاليّا ...

ماثياس | Mathiasحيث تعيش القصص. اكتشف الآن