بارت 48

1.2K 33 5
                                    

.
.
.
بعّد تعب وصراخ غفّت بين يده وطلعهـّا ل غرفتّه وهـي ب حضنّه غمض عيّونه عشّان ينامون ويتّركون هـالدنيّا وراى ظهـورهـم نام وهـو يفكّر ب حيّاه وبدايه جديده حتى لو ماتذكرت هـو يبيهـّا
اشرقتّ شمس يوم جديده كانت السّاعة تشيّر ل 4:00 عصرا فتّحو عيونهـّم الاثنين ع صوت ورد اللي كانت صاحيّه وتلعب بهـدوء وتكرر " ماما ، بابا " فزت ميّلاف من كلمتهـا وعلى طول تجمعًت الدموع بمحاجرهـا كان وقع هالكّلمه كبيّر عليهـا بشكّل ماتوقعتّه ابدا
ميّلاف بدموع : ورد ؟ سامحينّي ماما سامحينّي لاني ما اذكرك ما اعرفك ولا قدرتّ قبلتهـّا وهـي تضمهـا ل ناحيتهـّا
رعد بهـدوء : تعّالي
ميّلاف : امرنّي
رعد ب ابتسّامه : تدرينً قبّل كل ماناديتّك تردين نفس هـالرد
ميّلاف : رعد في بصّدري شي ثقّيل زي الصخره ماني قادره
رعد : شوفًي ان الله اراد راح تتذكرين وبدون اي ضغطّ مننا انتي ساعدي نفسّك وساعديني
ميّلاف : ولدت قبّل موعدي صح عشّان كذا دخلت غيبوبه
رعد بتنهيده : اي نعًم وعشًت اصعب ايام حيّاتي من جهه انتي ومن جهه ورد اللي كان تصارع الموت بالحضّانه
ميّلاف : كيف عديتّهـا
رعد : عديّت هالفتره ب قوة قلبّي لاني اعرف ان عنّدي احسن ثنتين بالدنيا وماراح يتًركوني
ميًلاف : بعّدين وش صار !
رعد : بعدَ مرور ثلاث شهـور بالضبط خرجت ورد من الحضّانه ب صحه وعافيًه كان الكل يلح علي عشان يهتم فيهـا لاكن رفضّت وقعّدت اهتم فيهـا بمساعدتهـم الوقت اللي اجيّك يكونون امي وعمتًي عندهـا وكذا مرت سنًه ماحسيّت فيهـا من ثقلهـّا يا ميّلاف ثقيله لكن انتّو حولي الحين ب صحه وعافيًه يكفيني
دمعتّ ميّلاف وهـي تضمه ب اقوى ماعندهـّا كان باين من نبرته الوجع والتعّب اللي عاناه ف هـالسنه رغم تجاوزه ل بعضّ التفاصيّل الا انها لامسّت التعب اللي عاشه
ميّلاف : رعد طيب انا يجيني زي الصراخ وكلام بس مو واضح ولا حاجه
رعد : لاتضغطيّن يا ميّلاف قلت لك ان الله اراد بتتذكرين
ميّلاف : نطلع اليوم !
رعد : اي بنروح الكّوفي حقنّا
ميّلاف : حقنّا ؟
رعد : كوفي ال حامد اللي صارت فيه سواليّف
ميًلاف بضحكه : تعلمنّي
رعد : بالسيّاره بس اسمعي بنرجع بيتنّا
ميّلاف : بيتنّا ؟ بس رعد انا احس مو مستعّده
رعد : اتعبنا اهلك بما فيه الكفايه يا ميلاف صار الوقت اللي نحل فيّه مشاكلنّا لوحدنا
ميًلاف : حبيبي ورد يلا تاخذين شاور ماما
ابتسمتّ وهـي تضمهـا ل ناحيتهـّا وتحس ب شعور حلو حتى لو انهـّا ماتتذكر
.
.
.
كوفي ال حامد كان الكّل متجمع بس هالمّره تجمعهـم غيّر كانت طولتهم تضم اطفال والواضح انهـًم بشكل ماتوقعوه ابدا
لمى : الله يالدنيّا كانت طالعتنّا خفيفه والحين تفضل كمية العفش
ديم : لو سمحتّي كلها مده وتحسيّن رجاءا
لمى : الا صدق متى كبّرنا عقلي مو راضي يتسّوعب الموضوع
ميّلاف ب ابتسامه : متى زواجك ؟
لمى : فراس مستعجل مرا بس انا اشوف بدري ودي بعد العيد
ديم : ماتوقع فراس يتحمل كل هالمده
ميَلاف : الله يوفقكم يارب
لمى : عرفتّي ان ورد بنتّك؟
ميّلاف : عرفت وما اعرف حلو مو حلو بس تعبت بنات
ديم : يجيّب الله خير ياعيني
ميّلاف : صحيتي ماما
ديم : تريحيك
ميّلاف : كثيرر ، رعد قال هالكوفي له قصص كثيره
لمى : اكشن هـواش غيره حب اللي ودك فيه موجود
ميّلاف : ليّالي حلوه يعنّي
لمى : بشكل ما تتصّورينه
ديم : مابقّي شي ع رمضان واحس اخيرا روحانية واجواء رمضان
لمى : الشوق مليّون والله
ميّلاف : الله يبلغنا ياه وحنا بصحه وعافيه يارب
.
.
.
بيت رعد ال حامد ، كانت السّاعه تشير ل 11:00 وبعّد ما اجتمعت هـي والبنّات وكانت تحسّ نفسها غريبه وشعور سئ يجتاحها وصلت بيتهّا اخيرا نومت ورد وقعدت تتمشّى بالبيّت لعّل وعسى شي يذكرهـا ب ماضيهـَا ابتدا الصداع يزيد عليهـّا اكثر واكثر وهـي عارفه انها قاعده تضغط على نفسهـا لكّن لازم تحاول جلست ب الحديقه الخارجيّه وهـي تحط يدهـا على راسهـا ب الم وتصراخ ودموع تنزل من اللحظّات اللي قعدت توضح قدام عيّونها زواجهـّم حادثهم حملها وولادتهـا حوارت رعد اللي كان يجّي يقولهـّا لها صرخت ب الم وطاحت وفقّدت الوعي ، سمع صوت الكّاسه ونزل جري وهو كان على وشّك النوم دور بالمطبخ مالقيهـا ورجع يدور بباقي البيت ، انصدم وهو يشوفّها فاقده الوعي ويدهـا تنزف
رعد بخوف : ميّلاف
ميّلاف بتمتمه : راسي
رعد : تكفيّن تعبت تعبت
ميّلاف بدموع : رعد
رعد : عيَونه
ميّلاف : سامحنّي تعبتك كثير
رعد : يهـمني صحتّك وراحتك
ميّلاف بدموع : اتذكر كل شي
رعد بصدمه : كل شي
ميّلاف : كل شي
ضمهـّا وهـو وده يدخلهـّا جوة روحّه على هالخبّر الحلو اخيرا المعاناه وكل شي عاشّوه انتهاء اخير تذكرته تذكرت بنتهـّا وبعد حضن طويل ودموع هدت ارواحهـًم الاثنين توجهـو ل ورد اللي صحت تبكّي
ميّلاف : ماما
رعد : ارتّاحي
ميّلاف : مرتاحه بتخّف الدوخه لاتخاف
رعد : اخّاف مو بيّدي
ميّلاف : شلون نسيّتك انا شلون ؟
رعد : الحمد الله يارب الله لايعيد هـالايام
ميّلاف ب ابتسامه : انت احن والطف زوج بالدنيّا
رعد : احبّك
ميّلاف : والله مو بس احبّك رعد انا اموت عليّك
.
.
.
بدايّة يوم جديده صحّت وهـي تشوف جوالهـّا ك عادتهـًا وكانت الساعه تشيّر ل 2:00 ظهـراً ابتسّمت وهـي تشوف تاريخ اليّوم اللي كان 29 شعبّان ب معنّى انه اليوم بيكًون التحّري حق رمضان قامت ب حماس وهـي تقبّل خده وتاخذ ورد وتخّرج هـي وياهـا من الغرفه
تروشتَ وروشت ورد وهـي تتوجه للمطبًخ عشان تجهز غداهـّم
ميّلاف ب حماس : ورد اليوم بنسّوي احلى غدا ل بابا لان تعبنّاه كثير وانتي تجلسين هنا اوك ؟
ابتسمت ورد وهـي تتحرك ب حماس
ميّلاف : يارب بكرا رمضَان لان وديّ تتغير نفسيتنَا هالشهـر بمجرد مايدخل تجّي ساعده مو طبيعيّه وتدرين وش الاحلى ! انك معنّا ياماما بيكون احلى رمضّان بالدنيا ، نحس ب اجواء رمضّان شوي ونشغل اغانيّه ودك !
ابتدت تقطع وتجهـّز بحماس وترتب السفّره وهـي تحس انهـا فعلا توهـا تحس الحيّاه توهـا تستوعب اللي صاير خلال سنّه وشلّون تعبت الكّل وبعد شغّل ساعتيّن اعلّن اذان العصّر طلعت بهـدوء وهـي تصحيًه يصلي ويرجع يتغدا معهـّم
ميّلاف : رعد وش هـالنوم كم لك مو نايم !
رعد ببرود : وتسّالين بعد
ميّلاف بضحكه : يلا انا وورد جهزنا لك الغداء وكل شي
رعد : تعبّان بنام
ميّلاف : مافي نوم ولا بطفشّك انا وبنتّي
تجاهـلها رعد وهـو يغطّي وجهه بالبطانيه وفعلا توجهت ميّلاف عالسرير وهـي تحط وره فوق اللي مسكّت شعره وكانت تضًحك
ميًلاف : ايوا كفّو بنتي
رعد : قد هالحركات انتي وياهـا !
ميَلاف وهـي تقبلّه بهـدوء : قدهـا حبيبي
رعد : يعني مشتّاق لك صار لي سنه وهـذا اللي قدرك ربي عليّه
ميّلاف : رعد بلا قلة ادب يلا
ماكان من رعد الا يشدهـا ل ناحيتّه بيد ويده الثّانيه ضامه ورد طبّع قبله عميّقه وهـو كان يتلذذ ب كل تفاصيلَهـا وب كل شي فيهـا خلص قبّلته وقبل عنقهّا
ميّلاف : رعد البنتّ
رعد : ماتفهم
ميّلاف : عيب حبيبي شوية حياء
رعد بضحكه : من مين حبيبي
ميّلاف : وش هالضحكه الحلوه ؟
رعد : بنت اعقبّي وخليني الحق الصلاه
ورد : بابا
رعد : عيّون وروح وقلّب ابوك
ميًلاف بصدمه : كله لهـّا
رعد : عندّك اعتراض ؟
ميًلاف : لا
ابتسًم وهـو اشتّاق لها ل حيويتهـًا وشخصيتهـا اللي تجيبّه من اقصاه ل ادناه تعوذ من ابليس وهـو ياخذ شاور ويتوجه للمسجًد يلحّق صلاة العصر
.
.
.
قصّر ال حامد . . .
الجد : باذن الله لو بكرا رمضّان سحورهـم وفطورهـم عنّدنا اول يوم
فيصّل : يبًه والله بنزعجكم
الجده : عيبّ يافيصّل مافي ازعاج ونبيً لمتكم احنّا ابيكم حولي تعبنّي ابوكم
الجد : افا افا هذي نهاية العشّره
ابو رعد : باذن الله يبه انا اكلم العيّال
الجد : اي الله يعطيكم العافيه ابي الكل موجود مانبي نقص
ابو سراج : باذن الله كلنّا بنكون موجودين
الجد : اختّكم وبنتهـًا بالطريق اصلا بقي الباقيّن
.
.
.
بعد صّلاة المغّرب الكّل تجمع بيت الجد كانو متجمعيّن حول التلفزيون ينتظّرون اعلانَ رمضان بحمًاس
فراس : باذن الله بكرا
سراج : يارب
فراس : هاه افتّحو الصوت
دقايقّ بس واعلَن المذيّع عن دخول شهّر رمضان وابتدت التهـًاني والتباريك بحلول هـذا الشهر الفضيّل
الجد : الحمد الله اللي بلغنّا هالشهر واحنا بصحه وعافيه
ابو رعد : يارب لك الحمد
رعد : شوفو مين يهنيّكم ب رمضان
فيصًل : حي حي والله
رعد : دقيقه ف مفاجاءه
وقفّت ورد وهـي تحاول تمشي خطواتهـّا الاولى وارتمت على طول ب حضّن الجد شهق الكل ب فرحه وهـم يصفقون ل ورد عشانهـا بدت خطواتهـّا الاولى
رعد : ابشّركم ميّلاف تذكرت
ابو رعد : يارب لك الحمد الحمد الله
فراس : ما اقدر اقاول الكشخه ب الفستان الروز انا
سراج : انت شايف ؟
.
.
.
ب قسم الحريم . . .
كانت الاجواء والتبّاريك ب هالشهـّر معبيّه المجلس ضحكهم وسواليفهـّم وكشختهم الرمضانيّه كلها ضاغيه بالمكان
لمى بصراخ : كذابه
ميّلاف بضحكه  : فضيحه انتي
الجده : يمه خرعتينّا ليه الصراخ
لمى : هالحماره تتذكر
الجده بفرحه : اسالك بالله
ام ميّلاف : اي يمه ميّلاف تذكرت الحمد الله
الجده بفرحه : يارب لك الحمد
ام رعد : الحمد الله على سلامتًك يمه
ميًلاف : تعبتكم كلكم وحزنتو كثير بس الحمد الله ربي عدى هالفتره ويارب الجاي من حياتنّا افضّل
لمى : باذن الله ياروحي باذن الله
.
.
.
انتهـاء
ودكم نودع بعض ؟

عيونها قمر في عتِمة الليِل .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن