。⋆୨🌸୧⋆ 。
"إلى أين ؟"
رميت سؤالي بإهمال فيما أقود خطوّاتي خلف ماثياس و حينها كنّا قد إلتففنا خلف الشّارع الّذي يتواجد فيه منزلي ...
في تلك اللّحظة هو واصل سيره بذات الوتيرة ... بقي صامتا لثوانٍ عديدة متجاهلا سؤالي ، عقدتُ حاجباي بإنزعاج لذلك ثمّ زدت في سرعة خطوّاتي لألحق به و قد أصبحنا نسير في ذات الخط ...
عندها هو توقّف أمام سيّارة سوداء كانت مركونة على جانب الطّريق ، ثمّ و بعدها مباشرة مدّ يده لفتح بابها الموّافق للمقعد بجانب السّائق ... بقيت أطالعه رافعة لحاجبي منتظرة حديثه ، في تلك اللّحظة هو أشّر لي بيده لركوب السّيّارة ، لكن هل أصبح أخرس ؟! لماذا لا يتحدّث ، حسنا سينيور ماثياس سأحاول تقبّل مزاجيّتك هذه ...
عندها طالعته ببرود قبل أن أتّخذ جلستي في السّيّارة ، حيث هو أغلق الباب خلفي ثمّ إستدار حول السّيّارة ليركب هو الآخر بجانبي ...
لكن قبل أن يقلع بالسّيّارة كان قد إستدار لجهتي ثمّ رمى إبتسامة جانبيّة ماكرة و في ذات اللّحظة أبعد وجهه من جهتي ثمّ إستأنف القيّادة بسرعة معتدلة و نظراته كانت مركّزة على الطّريق في حين يقود بحذر و كأنّه ليس نفس الشّخص الّذي يكاد يطير بالدّرّاجة عندما يقودها في نابولي ، غريب ...
كان الصّمت لوحده هو من يفرض هيمنته على السّيّارة ... أسندتُ رأسي على نافذتها في حين أطالع بهدوء جُلّ المناطق الّتي كنّا نتخطّاها ...
رفعتُ نظراتي للسّماء و في تلك اللّحظة إبتسمتُ بعفويّة حين لمحتُ المنظر الغائم ، أظنّ أنّ الجوّ سيكون مثلج بعد قليل ، حسنا هذا جوّي المفضّل على كلّ حال ، حتّى أنّني أرغب في قيّادة طائرة ما وسط هكذا غيوم ملبّدة ...
"ما الّذي يحدث في العالم ، دميتي المجنونة تبتسم مع السّماء !" تحدّث بها ماثياس بسخرية ثمّ أنهى كلامه بضحكة خافتة ، في تلك اللّحظة إستدرتُ لجهته ثمّ قلّبتُ عيناي بملل في حين أجيبه بغير مبالاة "يبدو أنّ الخرس الّذي كان يربط لسانك منذ لحظات قد حلّ عنك الآن" ، تسلّلت إبتسامة خافتة على شفتاي حيث لم أستطع كبتها أكثر ...
عندها هو رفع حاجبيه ثمّ هزّ رأسه بخفوت بينما يتحدّث على نحو ساخر لكن نظراته تطالع الطّريق بتركيز و يده تتموضع على المقود "أنا و الخرس بيننا علاقة جميلة و أغلب لقاءاتنا تكون في روما" ، إبتسم بجانبيّة عند نهاية حديثه ثمّ رمى لي نظرة خاطفة قبل أن يعيد نظراته للتّركيز على القيّادة ...
"أنت غريب" ، رميت كلماتي بهدوء في حين أبعد نظراتي عنه ، لكن سرعان ما أجاب مباشرة و بغير مبالاة "أعلم"
أنت تقرأ
ماثياس | Mathias
Romance" لم أعُد أعلم من أنا حقّا ! إن كانت هذه حقيقتي أم أنّها مجرّد نسخة خلّفتها لي الحياة بعدما استنزفت كلّ ما لديّ ..." "أحيانا قد لا نجد أنفسنا بمجرّد فعل ما نصبو من أجله ... قد يكون لنا سبيل لمعرفة من نكون حقّا بالمجازفة في مُنحدر مغاير لما اعتادته أ...