18 | أمان الإنكسار

16.2K 976 300
                                    

。⋆୨🌸୧⋆ 。


"إلى أين ؟"

رميت سؤالي بإهمال فيما أقود خطوّاتي خلف ماثياس و حينها كنّا قد إلتففنا خلف الشّارع الّذي يتواجد فيه منزلي ...

في تلك اللّحظة هو واصل سيره بذات الوتيرة ... بقي صامتا لثوانٍ عديدة متجاهلا سؤالي ، عقدتُ حاجباي بإنزعاج لذلك ثمّ زدت في سرعة خطوّاتي لألحق به و قد أصبحنا نسير في ذات الخط ...

عندها هو توقّف أمام سيّارة سوداء كانت مركونة على جانب الطّريق ، ثمّ و بعدها مباشرة مدّ يده لفتح بابها الموّافق للمقعد بجانب السّائق ... بقيت أطالعه رافعة لحاجبي منتظرة حديثه ، في تلك اللّحظة هو أشّر لي بيده لركوب السّيّارة ، لكن هل أصبح أخرس ؟! لماذا لا يتحدّث ، حسنا سينيور ماثياس سأحاول تقبّل مزاجيّتك هذه ...

عندها طالعته ببرود قبل أن أتّخذ جلستي في السّيّارة ، حيث هو أغلق الباب خلفي ثمّ إستدار حول السّيّارة ليركب هو الآخر بجانبي ...

لكن قبل أن يقلع بالسّيّارة كان قد إستدار لجهتي ثمّ رمى إبتسامة جانبيّة ماكرة و في ذات اللّحظة أبعد وجهه من جهتي ثمّ إستأنف القيّادة بسرعة معتدلة و نظراته كانت مركّزة على الطّريق في حين يقود بحذر و كأنّه ليس نفس الشّخص الّذي يكاد يطير بالدّرّاجة عندما يقودها في نابولي ، غريب ...

كان الصّمت لوحده هو من يفرض هيمنته على السّيّارة ... أسندتُ رأسي على نافذتها في حين أطالع بهدوء جُلّ المناطق الّتي كنّا نتخطّاها ...

رفعتُ نظراتي للسّماء و في تلك اللّحظة إبتسمتُ بعفويّة حين لمحتُ المنظر الغائم ، أظنّ أنّ الجوّ سيكون مثلج بعد قليل ، حسنا هذا جوّي المفضّل على كلّ حال ، حتّى أنّني أرغب في قيّادة طائرة ما وسط هكذا غيوم ملبّدة ...

"ما الّذي يحدث في العالم ، دميتي المجنونة تبتسم مع السّماء !" تحدّث بها ماثياس بسخرية ثمّ أنهى كلامه بضحكة خافتة ، في تلك اللّحظة إستدرتُ لجهته ثمّ قلّبتُ عيناي بملل في حين أجيبه بغير مبالاة "يبدو أنّ الخرس الّذي كان يربط لسانك منذ لحظات قد حلّ عنك الآن" ، تسلّلت إبتسامة خافتة على شفتاي حيث لم أستطع كبتها أكثر ...

عندها هو رفع حاجبيه ثمّ هزّ رأسه بخفوت بينما يتحدّث على نحو ساخر لكن نظراته تطالع الطّريق بتركيز و يده تتموضع على المقود "أنا و الخرس بيننا علاقة جميلة و أغلب لقاءاتنا تكون في روما" ، إبتسم بجانبيّة عند نهاية حديثه ثمّ رمى لي نظرة خاطفة قبل أن يعيد نظراته للتّركيز على القيّادة ...

"أنت غريب" ، رميت كلماتي بهدوء في حين أبعد نظراتي عنه ، لكن سرعان ما أجاب مباشرة و بغير مبالاة "أعلم"

ماثياس | Mathiasحيث تعيش القصص. اكتشف الآن