الفصل الثاني

21.7K 550 17
                                    

الفصل_التاني
#ونسيت_أني_زوجة
Salwa Eleiba

عندما تجبرنا الحياه أن نمثل دورا غير دورنا بحجة انه لا يوجد من يملأ هذا الدور..فكيف نعيش عندها حياتنا المنتهكه والتى لا نقدر أن نحقق بها أبسط أحلامنا لمجرد أننا نجب أن نضحى من أجل الآخرين ....

هكذا كانت أسمهان وهى تفكر لما يعاملها والدها بصرامه دوناً عن إخوتها ..لما دائما يقول لها أنتى الكبرى ومن يجب عليها أن تتحمل معى المسئوليه ولكن أى مسئوليه ممكن أن تتحملها أكثر من أنها تحرم نفسها من أبسط الحقوق من أجل أخواتها ...
فهى لا تأخذ من المصروف غير ما يكفيها بالكاد حتى يتمتع أخواتها بالمصروف الأكبر ...حتى ملابسها فهى لا تشترى الملابس الجديده كل عام وإن فعلت تحت إلحاح من والدتها فيكون طاقم واحد حتى يتسنى لأخواتها أن يشتروا أكثر من طاقم لهم ....فها هى دائما تلعب دور المضحيه عن طيب خاطر ..لا تتذمر أبدا فيكفيها أن يكمل أخواتها تعليمهم الجامعى بأفضل حال ......

دخلت أسمهان منزلها بعد أن أنهت بحثها ولكن الوقت تأخر ففوجئت بإعصار غضب من والدها وهو يقابلها ويقول بصوت جهورى :

كنتى فين يا أسمهان لغاية دلوقت ...
ازاى تسمحى لنفسك تتأخرى بره كده .؟؟

ردت أسمهان بإرتباك وخوف :
أسفه يابابا بس حضرتك عارف ان أخر معاد للبحث كان النهارده ويتسلم بكره فكان لازم اخلصه ...وكمان حضرتك لسه الساعه 5ونص يعنى متأخرتش جامد ولا حاجه...

نظر اليها نظره مرعبه ...يعنى إيه كنتى عايزه تتأخرى أكتر من كده ولا إيه ؟؟

تكلمت ناديه والده أسمهان والتى لا يعجبها تعامل عبد القادر مع إبنته :
جرا إيه ياعبد القادر ..يعنى البنت تعمل إيه يعنى ،كان عندها بحث ولازم تخلصه وكمان متنساش انها إتأخرت فى عمايل البحث بسبب انها مكنش معاها فلوس واستنت لما انت قبضت ،يعنى البنت كتر خيرها ....

ثم وجهت كلامها لأسمهان :
روحى ياحبيبتى غيرى هدومك وكوليلك لقمه وريحى شويه .....

ذهبت أسمهان والدموع تتلألأ بعينيها ولكنها تحبسهم بمقلتيها حتى لاتبكى أمامهم .

نظرت ناديه الى عبد القادر بغضب وهى تقول ....حرام عليك ياعبد القادر مش كده البنت بقت بتخاف منك ،مش عارفه اشمعنى هى اللى بتعمل معاها كده دونا عن أخواتها ....

نظر اليها عبد القادر بحزن :
علشان بنتك خام ياناديه ،مش واعيه زى اخواتها ،طيبه وغلبانه ومبتعرفش تتعامل مع الناس وفوق دا كله هى أجمل اخواتها .

زفر بشده وأكمل ...متعرفيش النهارده لما جاتلى الشغل كل زمايلى كانو بيبصولها ازاى ..اللى فرحان بيها واللى مش مصدق انها كبرت واحلوت كده ...بخاف ..بخاف عليها قوووى ياناديه ....

ربتت ناديه على كتف زوجها : ...
بس مش كده ياعبده ،انت كده بتبعدها عنك مش بتقربها ،انت كده بتخليها ترمى نفسها فى حضن أى حد ممكن يبقى حنين عليها أكتر منك ...وكمان أسمهان بينضرب بيها المثل فى أدبها وأخلاقها ،د غير انها دايما من الأوائل فى كليتها ،عايز منها ايه اكتر من كده .....

ونسيت أني زوجة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن