الفصل السابع عشر

28.3K 615 13
                                    


♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎
عندما تنتظر الإهتمام من شخص ما ولا تجده ..فإنك تشعر بإنعدام قيمتك ...تشعر بأن ما قدمته من تصحيات قد ضاعت هباءاً .بل إن صفعة الخذلان لن تأتيك إلا من أقرب إنسان إليك .......

كان عبد الرحمن ينظر الى ولده الغائب وهو أمامه ....لايعرف ماذا يفعل ،فقلبه يخبره أن يأخذه بأحضانه فهو العائد بعد طول غياب ....وعقله يحثه على الإبتعاد فهو قد أتى منذ البارحه ولم يكلف نفسه عناء الإطمئنان عليه ولو حتى عن طريق الهاتف .....ولكن ماذا نفعل فى قلب مهما حدث له فهو يسوقنا الى الهلاك ...فما بالك بقلب الأب المتلهف لرؤية ولده الحبيب ...فليأخذه بين طيات قلبه وبعدها فليعاتبه كما يريد .......

إستدارت أسمهان عندما سمعت صوته وهو يردد بعدم تصديق أنها مازالت زوجته .....فى هذه الأثناء وقف عبد الرحمن واتجه نحو ولده والذى أصبح تائها من هول ماعلم ...فهو لم يكن يتوقع تلك المفاجأه .....

وقف عبد الرحمن أمامه وقال بعتاب ...

لسه فاكر إن ليك أب جاى تسلم عليه ....

نظر إليه إحسان وقال بإشتياق وهو يرتمى داخل أحضانه ...

.وحشتنى قووى قوووووى يابابا ......

ضمه عبد الرحمن إليه بشده وكأنه يتأكد من أنه هو بالفعل بين يديه ....

بكى عبد الرحمن من شده إشتياقه وكذلك إحسان والذى ظل هو الآخر بداخل أحضان والده عله يلتمس الأمان الذى إفتقده أثناء غربته ........

كانت أسمهان تتابع مايدور بين شفقة وحزن ...فهى تعلم أن عبد الرحمن مهما حدث من إبنه فهو سيظل فى قلبه ولن يخرج ....فالوالد دائما ما يسامح فى حقه أمام راحة أبنائه ...فكيف بعبد الرحمن والذى اختزل كل الأبناء فى إبن واحد ليس له إخوه .....وحزن على حالها وماذا ستفعل فى أيامها القادمه وكيف ستتعامل معه خاصةً وأنه قد علم أنها مازالت زوجته ....

بدأت بالإنسحاب دون أن يشعروا....ولكن إنتبه إحسان لها فخرج من أحضان والده وقال بصوت مسموع لها بوضوح ......أسمهان رايحه فين .....؟

لم تستجيب لندائه ولا لسؤاله وأكملت طريقها تجاه الباب لكى تفتحه ...

هرول إليها بسرعه وقال لها بلهفه ...رايحه فين .... ؟؟

نظرت إليه بإستهزاء وقالت ملكش فيه ....

ثم نظرت الى عبد الرحمن وقالت ....لو سمحت ياعمى أنا دلوقت قعدتى هنا مبقاش ليها لازمه ...انت عارف إنى كنت قاعده مع حضرتك لسبب وأظن خلاص الدكتور وصل وحتى لو مقعدش هنا فأكيد هيجى كل شويه يزورك وأنا مقدرش أمنعه من بيته فأنا بعد إذنك همشى من هنا وهشوف مكان تانى عشان ......

لم يمهلها عبد الرحمن أن تكمل مابدأته وقال بغضب .....

بصى بقه يا أسمهان وده أخر كلام هقوله .. مفيش حد.هيمشى سامعانى ولو على إحسان يجى وقت مايحب ولو انتى مش عايزه تشوفيه براحتك ولو عايزانى أقابله بره كمان فأنا موافق لكن اللى فى دماغك ده مش هيحصل .......

ونسيت أني زوجة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن