20 | ثلوج دافئة

16.4K 980 400
                                    

。⋆୨🌸୧⋆ 。





بملامح هادئة و حركة مكتومة ، كنت جالسة على أريكة الصّالون و نظراتي الشّاردة كانت مصوّبة على تلك النّار المضطرمة تطقطق بأصوات خافتة داخل المدفأة ...

رمشتُ لمرّتين أكسر الشّرود الّذي يعتلي جفوني عندما إستوعبتُ أنّ ماثياس قادم إلى هنا بحركات أقدام هادئة ... إعتدلتُ في جلستي ثمّ إستدرتُ بعنقي و قد إلتقطته نظراتي يتقدّم أكثر حيث أصبح يقف أمامي مباشرة واضعا يديه على خصره و يتحدّث بمزيج من التّسائل و الإهتمام بينما نظراته تطالع مظهره بنظرات إعجاب "ما رأيكِ في هذا دميتي ؟"

بإبتسامة خافتة و نظرات هادئة تمتمتُ بتأكيد في حين أستقيم من مكاني "تبدو مثل رجل الثّلج ، لكن رجل الثّلج الوسيم" ، رسمت إبتسامة جانبيّة و بقيت أطالع مظهره الّذي يتمثّل في بذلة ريّاضيّة ذات لون حليبي ... يبدو مثالي بهذا اللّون .

"هل أفهم أنّكِ معجبة بي جوجو !" ، همس على نحو ساخر و نظراته لا شكّ أن تكون ماكرة ... حيث ذلك جعلني أقلّب عيناي بملل ثمّ أتنهّد بخفّة و أرمي له كلامي بقلّة حيلة فيما أفتح ذراعاي برحب "يجب أن تتأكّد أنّك لست محور الكون سينيور ماثياس ، لستُ مضطرّة للإعجاب بكَ بمجرّد أنّك تبدو وسيم" ، أفلتت منّي إبتسامة خافتة حاولت كبتها أكثر لكن نظراته السّاخرة كانت مضحكة بالفعل رغم أنّها ساخرة إلا أنّها تليق على ملامحه !

"أحقّا دميتي ؟! لم أتوقّع ردّكِ بهذه القوّة" ، صرّح بنبرة ماكرة و نظراته كانت لعوبة حيث لم أستطِع تفسيرها ، هو غريب و غامض بقدر بساطته و عفويّته ...

"شكرا" ، نطقت بإمتنان و رسمت إبتسامة مصطنعة تترجم إمتناني الزّائف لذلك ، لكن حينها هو أطلق ضحكة ساخرة و مدّ يده لي قبل أن يجيب متجاهلا لما قلته قبل قليل "هل سترافقينني لسطح المنزل كي نلعب بالثّلج قليلا ؟"

بإبتسامة خافتة و نظرات هادئة أجبتُ بتأكيد فيما أمدّ يدي كي تلاقي خاصّته "لما لا ؟!" ، عندها هو حرّك رأسه بغير تصديق ثمّ ضحك بخفّة و أمسك يدي بقوّة في حين يستأنف خطوّاته للسّير بوتيرة معتدلة ... لكن مسكة يده تُحدِث داخلي إهتزازات مضطربة على مستوى قلبي ، حيث ليس بوسعي تفسيرها على نحو صائب ...

بقينا نسير في رواق الطّابق العلوي بعدما تخطّينا الدّرج ، لكن حينها لمحت ماثياس يتقدّم أكثر ناحيّة غرفته ليفتح الباب و يدخل إليها بينما يجرّني خلفه و يجعلني أتبع خطوّاته ...

"لا تتوتّري جوليا ، سنقوم ببعض التّجهيزات فحسب" ، تحدّث بهدوء من دون أن ينظر إليّ ، و في ذات اللّحظة هو ترك يدي و جرّ خطوّاته ليقف أمام خزانة الغرفة ثمّ يفتحها مباشرة ... سحب منها معطف طويل ذو لون أسود و إنحنى ليفتح الدّرج السّفلي للخزانة ... بعدها بقي صافنا في الأغراض بداخلها لعدّة ثوانٍ قبل أن يزفر بإستسلام و يلتقط منها قفّازات بنفس لون المعطف ...

ماثياس | Mathiasحيث تعيش القصص. اكتشف الآن